السبت، 7 يناير 2012

كم رصيدك الآن...؟


يا حزين يا قمقم تحت بحر الضياع

حزين أنا زيك و إيه مستطاع

الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع

الحزن زي البرد ... زي الصداع

عجبي !!!!

كم رصيدك الآن؟؟


كثيرا ما نقرأ أو نستمع المثال الذى يتم فيه تشبيه رصيد الحب و الود فى القلوب , برصيد البنوك  ,  باعتبار المال هو اللغة العالمية المفهومة للجميع

و استكمالا للمثال علينا دائما أن نتأكد من أن الايداع فى حساب اكثر بكثير من السحب ,
حيث انه لن يأتى اشعار بالبريد يخبرك بالرصيد فى نهاية كل شهر
 ,
الا انه من الممكن دائما التأكد من الحساب لمن كان له قلب او اراد أن يبصر ذلك من تصرفات و ردود افعال الطرف الآخر ,

وعلى رغم أن المؤشرات تكون واضحة لكن كثيراً من الناس لا يرى التحذيرات و لا يستمع إلى صفارات الانذار و كل العلامات التى تخبره أن السحب الآن يتم على( المكشوف 
 حتى تحدث الكارثة و هى) انكسر جوانا شيئ) حيث يتم تجميد الحساب حتى اشعار آخر ،
و فى هذه الحالة لا تجدى الاصلاحات البسيطة و لا حتى توصيات البنك الدولى
و لا يمكن تفعيل الحساب مرة أخرى الا فقط من خلال بذل مجهود و تضحيات صادقة و متكررة تعيد الحياة فى النبتة التى كادت أن تجف و تموت ,
وقد كنا فى غنى عن ذلك لو تنبهنا لتصرفاتنا ، ما يزعج منها الطرف الآخر

هناك معاملات تضاعف الرصيد( مثل الكرم و المساندة فى الشدائد , و التضحية فى سبيل الآخرين و احترام و تقدير المشاعر ....الخ (

و هناك معاملات خسائرها مضاعفة ( مثل الخزلان و الانانية و تجاهل الآخرين و عدم التقدير ....الخ

و كذلك لا يمكن تجاهل اثر الاعمال البسيطة اذا كانت متكررة سواء بالسلب أو الايجاب
 (خلى الذنوب صغيرها و كبيرها ان الجبال من الحصا )

كذلك فان الاعمال مصرفية تتوقف على اهمية المتعامل بالنسبة لك :فالكلمة و الهدية و المساندة من الانسان القريب تكون اجمل و اعمق اثرا , و كذلك الجرح أو الاساءة أو الخذلان
و ظلم ذوى القربى اشد غضادة على النفس من وقع الحسام المهند(

و على قدر منزلة الشخص و قربه منا يعمق اثر الخطأ ,وقد لا يزول اثر التجربة السلبية بسهولة ما لم نحاول التحلى بالتسامح ) ...و ما يلقاها الا الذين صبروا.... ) الآية

أعملوا شكراً ....اعملوا حباً:

إن الرسول ( ص) قد امر احد الصحابة الذى قال له أنه يحب صديقا له فى الله ، بأن يعلم من يحبه بذلك (يقول له : إنى احبك فى الله , و الآخر يدعو له : احبك الله الذى احببتنى فيه(

نحن نغفل ان نقول لمن نحبهم اننا نحبهم ؟
أغفل ان اقول لابى , لاخى , لاختى , لزوجتى , لابنى , لابنتى , لصديقى , لجارى , لزميلى ...لرحمىو اقربائى ...لكل من احبهم إنى احبهم؟

و انا الآن اقولكم جميعا : انى احبكم
يمكننا ان نخبرهم اننا نحبهم قولا , أو فعلا ؟ حسب الموقف و كثير من المواقف تتعطل فيها لغة الكلام و تعبر فيها لغة الافعال ( الفعل الحسن خير من القول الحسن )

المهم ان نخبرهم بذلك ان يصلهم المعنى و بوضوح ،و لا نستحى ان يعلموا ذلك
ان المقولة الشهيرة :  
(أن المرأة تستطيع أن تكتم الحب اربعين سنة ، لكنها لا تستطيع أن تكتم البغض لحظة واحدة)

فإذا كنا لا نستحى أن نظهر الغضب و البغض فلماذا نستحى أن نظهر الحب و العطف

غير ان علينا أن نلاحظ ان الحب الذى نقصده ليس هو فقط كلمات الحب التى زادت كثيرا فى الحوارات اليومية حتى بين الاصدقاء و المعارف و بصورة مبالغ فيها ( ياحبيبى , يا روح قلبى و يا بعد عمرى و ويا بعد كبدى و فديتك , يا عمرى , نور عينى , تقبرنى ......الخ ) و خاصة عندما يقول الواقع كلام آخر مغاير لذلك ،

غريب إن قل الحب بينما زادت اعياد الحب ( عيدين للحب فى مصر بلد الحب , و التحضر و الذوق و التسامح حاليا )
و زاد عقوق الوالدين وحرصنا على الاحتفال بعيد للوالدين .

لقد اكتفينا بالمظهر... بالقالب ...( العلبة ) باوراق الهدايا المزركشة ,و اهملنا بل اضعنا المضمون

إن الله تعالى امر آل داود( ..أعملوا آل داود شكراً, و قليل من عبادى الشكور ) الآية

لا يمكن أن نكتفى بالتألم و الحزن و الدعاء كسبيل وحيد لمساعدة المظلوم و المحتاج مادام فى الامكان المساعدة العملية و الفعلية
و لا تقبل دعوات و بكاء المتعبد مانع الزكاة حتى ولو اخذ الفقير فى احضانه و ربت عليه لساعات
لماذا نكتفى دائما باضعف الايمان ( بالقلب ) ونترك الفعل؟

) فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يرائون و يمنعون الماعون ) الآية
فلا تكفى الصلاة وحدهأ كدليل على حسن الايمان ، ما يمتد اثرها لترقق القلب و ينعكس تأثيرها فى تحسين العمل و الاخلاق.

(أمنوا و عملوا الصالحات ) ..
..( الايمان ما وقر فى القلب و صدقه العمل)
أقام الصلاة و ايتاء الزكاة.....
 -لابد من شيئ ملموس ( عمل و فعل(
)أعملوا آل داود شكراً...) الآية
و  كذلك اعملوا حبا ،

لا يصح أن يكون الحب هو رسائل و ايميلات و هدايا فى اعياد الميلاد و فقط ( رغم انها لمسات جميلة و رقيقة , وقد تبنى مع الزمن بناء جميل من لبنات صغيرة(

لكنها و حدها لا تكفى و لا تغفر لى أو تبرر أن اتخلى عن صديقى وقت الشدة ,أو أن اخذله وقت الحاجة ، أن اقدم نفسى دائما ،

ليس مقبولا ً أن اكون دائما ( حمادة أو أمينة أو تامر عزو ) مشاعرى جميلة و طيبة لكنى افكر فنفسى طوال الوقت .

اقول احبك فقط بالكلمة دون حقيقة لذلك ---إنها لا تساوى الا صفرا بل قد تستوجب المسائلة لانها ببساطة : شيك بدون رصيد . 
فلنتوقف عن اصدار الشيكات بدون رصيد و تصدير العملات الزائفة و نبدأ بالقول  الحسن و العمل الحسن  فى اضافة ارصد لكل من نحب 

ارجوكم :اعملوا حبا.