الأحد، 24 فبراير 2008

فتافيت الاحلام ----- بريق الامل


فتافيت أحلام: 

لا شك أن فترة الطفولة تمثل بالنسبة لنا فترات جميلة , 
فيها البراءة و الصفاء والتلقائية , 

و لكن اهم ما يميزها :هو أنها كثيرة الاحلام و الأمنيات وبلا حدود. 

هناك البعض الذى ينجح فى تحقيق بعض أو كل احلامه مما يدفعه لتحقيق المزيد، 
و الحقيقة أن تحقق حلم ما يقوى فينا (عضلة تحقيق الاحلام) , و يدفعنا إلى مزيد من النجاح . 
والعكس صحيح إن ما قد نتعرض له من فشل فى تحقيق احلامنا المشروعة ,أمنياتنا التى نراها عادلة, 
قد تدفعنا للتخلى عن الاحلام خشية التعرض لفشل جديد أو احباط . 

ومنا من يفقد شيئا فشيئا القدرة على الحلم و التمنى , بدعوى الواقعية , و العقلانية,,.....الخ. 

و لكنها النتيجة الطبيعية المتوقعة لتكرار تكسر بعض الاحلام ، 

أغلبنا لديه امثلة عن احلام تكسرت أو على الاقل تجمدت ( حلم فى دراسة تخصص ما -حلم فى مهنة أو وظيفة - حلم فى ارتباط ما , حلم فى هواية ما... انجاز ما ..........حلم أى حلم... و السلام)

قد نصبح نخشى حتى مجرد الاعتراف بيننا و بين انفسنا أن لنا احلام , 
وكأنها قد اصبحت جريمة أو اتهام : .
.....هل تعتقد أنه مازالت لديه احلام؟؟  

نحن نعيش , للاسف فى واقع لديه قدره عجيبة على وأد الاحلام .... 

لكن رغم أننا قد نظن أن احلامنا القديمة قد تلاشت و اختفت الا أنه فى الحقيقة يتبقى بذاكرتنا و بقلوبنا بقايا من الاحلام المتكسرة : فتافيت الاحلام , 

و إن كانت مجرد بقايا قد نغفل فى اغلب الاحيان عن ان نلحظ وجودها، 
لكن يظل لها نفس المذق العذب الجميل و تضفى على حياتنا بهجة وسعادة كلما تلمسناها داخل انفسنا و نفضنا عنها غبار السنين , حتى و ان بدى أن نورها خافتا و صوتها هامسا. 

الاحلام هى الحياة :

و من سمح لنفسه أن يفقد قدرته على الحلم و التمنى و الامل فانه يفقد القدرة على الحياة. 
من كانت لديه احلام عليه أن يحافظ عليها ,يهذبها ويرعاها و يسقيها كل يوم بأمل جديد . 

ومن تكسرت له احلام فليجمع البقايا ، 

إنها ليست بقايا اكواب الزجاج التى انكسرت, انها بقايا الالماس التى يتحتم علينا أن نجمعه 
,
انها ثروتك الحقيقية 
بها يقاس مدى غناك وفقرك؟. 

لذا على كل منا أن يحافظ على احلامه أو على الاقل ما تبقى منها حتى و ان كانت مجرد: فتافيت. 

من الممكن أن استبدل حلم بحلم آخر , أو حتى ان اغير فى حلمى , ان اعيد ترتيب الاولويات ، 
لكن لا يسمح لك ابدأ ان تعيش يوم او لحظة واحدة بلا أحلام

الحياة حلم نسعى أن نجعله حقيقة ,
والجنة هى الحلم الاعظم نسعى أن نصل إليه باعمالنا , و رحمة الله . 

فتافيت السكر ترجعنا إلى الطفولة , 
وفتافيت الاحلام هى الوقود و الدافع و المحرك لكل خطواتنا الناجحة 
 احلامنا تجعلنا نضحى بالجيد , طمعا فى الافضل  
و الالتزام ,ومدى تعلقنا الحلم و ايماننا به , هو الذى يدفعنا للالتزام بتحقيقه.

الاحلام تحمل لنا السعادة و تحمل لنا سر الحياة. 

و إن كان الشاعر قال عن الحلم و الامانى: 
أمانى إن تكن تكن اعذب المنى
و إن لم تكن فقد عشنا بها زمنا رغدا

أى أن مجرد القدرة على الحلم و الالتزام به و إن لم يتحقق, تخلق فى النفس سعادة و تعمل عمل شروق الشمس فى يوم بارد من ايام الشتاء.

لكن علينا ألا تكون احلامنا مجرد امنيات و احلام يقظة ، 

علينا أن نسعى لأن نجعل لاحلامنا صورا محددة، 
يمكن أن نراها و نلمسها ونتحسس الطريق إليها 
نرى الوانها و نستمع لاصواتها و نتخيل صورتنا بعد تحقيقها و معنا كل الذين نحبهم 
نحلم بالنجاح لنا , ولمن نحب , ونقر بمبدأ المصلحة و الفوز للجميع. 

علينا أن نجعل احلامنا مرسومة كأهداف كبيرة ,و نقسمها إلى أهداف أصغر و اصغر, 
حتى يمكن قياس مدى القرب و البعد عن تحقيقها 
لابد ان نضع المعاير التى نستطيع بها ان نقيس مدى نجاحنا , او نجاح محاولاتنا لتحقيق الحلم . 
علينا أن نعمل كل يوم لان نقترب من حلمنا و نحقق جزء منه و لوكان الاقتراب هو 10سم فقط كل يوم. 

يجب أن تكون احلامنا كمخطط البيت الذى نريد أن نبنيه: 
يراه المهندس و يتخيله , 
ينشئه فى خياله قبل أن ينشئه على الورق , مع كافة تفاصيله و الوانه, 
و بعد ذلك يسهل عليه أن ينشئه فى الواقع الملموس 
أنا مهندس مدنى و أعلم هذا جيدا  

علينا أن نتحلى بالصبر و نبذل كل الجهد و نعلم انه دائما المفتاح الاخير هو الذى يفتح. 
و إن كان اليأس هو احد الراحتين,

حيث أن الراحة الثانية هى :الموت ، فالحقيقة أن كلاهما موت : 
واحد سريع بقدر الله , و الآخر بطئ باختيارنا. 


لذا علينا الا نتخلى ابدا عن احلامنا مهما كانت صغيرة 
إن تخلينا عن حقنا فى الحلم تخلينا عن حقنا فى الحياة.
.........................

 
سأكتب أنكِ أنت الربيعُ
وأنكِ أنضر ما في الربى
وأنكِ أنت الجمالُ الفريدُ
وفجرُ الشبابِ وحلمُ الصبا
أهلل باسمكِ عند الصباح
وأطوي على ذكركِ المغربا..

أنت فجرٌ من جمال وصبا
كل فجر طالع ذكَّرنيهِ
كيف جانبتك أبغي سلوةً
ثم ناجيتك في كل شبيهِ
أيها الساكن عيني ودمي
أين في الدنيا مكان لست فيه

( من شعر : ابراهيم ناجى)

هناك تعليق واحد:

تعليقك يهمنى ( فضلا لا أمراً اترك تعليق)