بين اليابان و شق الثعبان :
تأثراً بثقافة المسابقات المنتشرة فى معظم الفضايات العربية و التى تعدك بأن تحقق احلامك و تحصد الملاين ,
ثم اذا بك تخسر نقودك مع احلامك و يحقق القائمون على الفضائية احلامهم و يحصود هم الملاين من خلال اتصالات المساكين الطامعين فى الثروة التى تهبط من السماء .اذا قمنا و وضعنا صورة طوكيو عاصمة اليابان و أخرى لمنطقة ( شق الثعبان ) -المعروفة بتصدير الرخام للصين و بعض الاماكن-هل يمكننا المقارنة؟
لقد تعودنا فى مجلات المسابقات و التسالى أن يعرض صورتين متشابهتين ( تقريباً) و يطلب ايجاد عدد الفروق بين الصورتين ( مثلا : 3أو 5أو 7) .
اليابان تصدر تكنولوجيا عالية جدا (خاصة بما يسمى بحرب النجوم و تكنولوجيا الفضاءو شرائح توجية الصوارخ الباليستية ,و التكنولوجيات متطورة ....الخ ) و شق الثعبان: تقطع احجار الرخام تمهيدا لتصدير الرخام الخام إلى الصين, (والذى نعود و نستورده بعد التصنيع و المعالجة), - هى رغم كل ذلك تحسب منطقة جيدة , على الاقل منتجة و تخرج منها بعض الاستثمارات- .
نحن فقط تعودنا أن نبيع ما هبه الله لنا من ثروات , دون ان نبذل الجهد المطلوب لاستثماره و استغلاله :فكما نبيع الرخام كتل حجرية للصين , نبيع الرمال النقية بدلا من الزجاج
نبيع البترول ونبيع الغاز الذى هو حق اجيال قادمة قد لا تجد لا بترول و لا غاز .
نبيع القطاع العام .....نحن نبيع كل شيى الشركات الناجحة و الخاسرة و حتى الآثار المهربة .
لقد بعنا الماضى و الحاضر و نحاول بيع المستقبل ,
نبيع كل شئ بدراهم معدودة ,و لا اظننا من الزاهدين , بل من المقصرين
الفرق بين الصورتين هو الفرق بين الدقة و الاتقان و العلم و العمل الئوب , وبين الفهلوة و الاهمال و العمل 12 دقيقة فى اليوم ,
بين ثقافة و تحمل المسؤلية و اعتبار الاتقان قيمة بحد ذاته و اساس من اسس الحياة و عدم تقبل الاخطاء ( من يخطئ من الشرف له, أن يقتل نفسه ( مبدأ الهارى كارى ),
وبين من يفسد بعمله و يخطئ عن عمد أو بدون , لا يخشى حسيب أو رقيب , يفسد مدارس , جامعات , وزارات ,و بنوك , و شركات تفلس وبنفس الادارة عشرات السنين ,
لدينا بشر لديهم قدرة عجيبة على الافساد حتى انهم يفسدون الماء و الهواء ,
و مع ذلك لايحمل قاموسهم معنى لكلمة التنحى أو الاستقالة فضلا عن الاعتراف بالفشل الذى يشهد عليه القاصى و الدانى و الانس و الجان ,بل قد يكافؤا بمناصب اكبر وارفع تتيح لهم افساد اكثر و اكثر.
هناك باليابان رؤساء وزارات استقالوا , بعضهم انتحر عندما اخطئوا , نحن اما اننا لدينا من لا يخطئوا , ام اننا لا نحس باى الم تجاه الخطأ.بصراحة هل توجد فروق اكثر من الفروقات السبع التى تعودنا عليها فى المسابقات؟
الفروق التى نراها بين الصورتين قد نظنها : فروق بين كوكب و كوكب آخر ,
أو بين جزء من الالفية الثالثة و بين جزء من الارض يشك فى انتسابه للالفية الثانية اصلا.
هذا اذا تحلينا بالموضوعية بعيداً عن أن ( مصر هى أمى و نيلها جوه دمى) و اذا كنا اقررنا صحة مقولة :(ان مصر- بوضعها الحالى - هى أم الدنيا , اذا لتوجب علينا أن نحدد موقع (باريس ) من الاعراب).
اذا تأملنا قليلا بصورة اعمق الفروق الحقيقية بيننا و بينهم :ليست فى انهم يملكون قطارا سريعا ,و اننا لدينا قطارات تخرج عن المسار.
هم يقرون الاتقان والعمل كقيمة ( قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون).
هم لديهم مسئولون يحاسبون اذا اخطئوا يستقيلون او يقالون , ونحن لا نحاسب الا الضعفاء.
إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن... ( حكمة..)
و عليه وجب علينا معاقبة المخطئ , ومكافئة المجتهد.و نحن لدينا من لا يخافون من السلطان ( لانه لا يوجد من يسألهم ) فضلا عن انهم اصلا لا يخافون من ايات القرآن.
اذا أنشئنا بنايات ضخمة, تحتوى على احدث اجهزة الكمبيوتر ,ثم اجلسنا فيها نفس (موظف السجل المدنى و بنفس العقلية ) لن يجعلنا ذلك مثل اليابان ,إن العقلية التى جلبت المرض و تسببت فى كل الكوارث , لا يمكن أن يأتى منها الحل ما لم تتغير.
حتى يظل كل شيى نابع من توجيهات المدير الملهم ( شخبطة ولاد حضرتك , تخطيط لمستقبل حياتنا).
لقد قيل:انتبه لافكارك لانها ستصبح افعالك,
انتبه لافعالك لانها ستصبح سلوكك,
انتبه لسلوكك لانه سيحدد مصيرك.
و هذا هو بيت القصيد
ليس صحيح ان مشكلتنا انهيار العمارات و الطرق و القطارات و الصناعة و التجارة و الزراعة و تلوث الماء و الهواء و الارض و السماء ......الخ الخ ,
هذا كله العرض و ليس المرض.
لقد حدث قبل ذلك كله انهيار فى القيم هو الذى ادى لكل ما ذكرنا .
الفرق بيننا و بينهم هو فى القيمة التى تحكم العمل و التعامل- لقد فعلوا قيمة (الاتقان و التحسين المستمر) و نحن نحينا كل القيم جانبا و رفعنا قيما اخرى و طرق للتعامل من ابدعاتنا ,
اليابانين يعتمدون على ثلاث كلمات : التحية :لكل من تقابله - الشكر :لكل من ادى لك خدمة - و التحسين المستمر:لكل عمل تؤديه.
أى عمل اديته امس عليك أن تحاول اليوم ان تأديه بشكل افضل و هاكذا.
لا يمكن لحضارة ترفع قيمة الاتقان أن تقارن مع حضارة ترفع قيمة الفهلوة و تخفض من قيمة العمل الجاد.لا يمكن لثقافة تجعل الفشل خطيئة تستحق أن يقتل فاعلها نفسه ( الهارى كارى )
تقر عدم معاقبة المخطئ , و الذى هو رفع لقيمة الفشل و حط من قيمة النجاح و العدل.
اننا جعلنا اختراق كافة القوانين و النظم هى الثقافة السائدة العامة.
ان بناء اليابان بعد الحرب العالمية و الانهيار بالقنابل الذرية قام على يد مؤسس لقوانين ضبط الجودة.
و كذلك نهضة ماليزيا فى عشر سنوات جاءت, اساسا كنتيجة لنقلة نوعية و تحسن التعليم ( العلم و القيم).
إن ( شارل ديجول ) بعد رأي الدمار الذى حل بفرنسا بعد الحرب العالمية سأل : ماذا عن التعليم و القضاء ؟ قالوا له بخير , قال : اذا نبدأ البناء.
علينا أن نسأل انفسنا : ماذا نعلم ابنائنا و أى قيمة نعلمهم فى المدرسة ومن المجتمع ؟.
قبل ان نسأل عن التقدم و التكنولوجيا ...علينا ان نسأل اى اخلاق و مبادئ و قيم تحكمهم و تحكمنا ..
لدينا قيم عظيمة على احسن تقدير نحفظها و لا نطبقا ......
الفرق فى القيم و الافكار ...علينا اعادة برمجة الجهاز ليعمل بطريقة صحية و لا ستظل كل نتائجة خاطئة
....هنا اليابان....
-----
تأثراً بثقافة المسابقات المنتشرة فى معظم الفضايات العربية و التى تعدك بأن تحقق احلامك و تحصد الملاين ,
ثم اذا بك تخسر نقودك مع احلامك و يحقق القائمون على الفضائية احلامهم و يحصود هم الملاين من خلال اتصالات المساكين الطامعين فى الثروة التى تهبط من السماء .اذا قمنا و وضعنا صورة طوكيو عاصمة اليابان و أخرى لمنطقة ( شق الثعبان ) -المعروفة بتصدير الرخام للصين و بعض الاماكن-هل يمكننا المقارنة؟
لقد تعودنا فى مجلات المسابقات و التسالى أن يعرض صورتين متشابهتين ( تقريباً) و يطلب ايجاد عدد الفروق بين الصورتين ( مثلا : 3أو 5أو 7) .
اليابان تصدر تكنولوجيا عالية جدا (خاصة بما يسمى بحرب النجوم و تكنولوجيا الفضاءو شرائح توجية الصوارخ الباليستية ,و التكنولوجيات متطورة ....الخ ) و شق الثعبان: تقطع احجار الرخام تمهيدا لتصدير الرخام الخام إلى الصين, (والذى نعود و نستورده بعد التصنيع و المعالجة), - هى رغم كل ذلك تحسب منطقة جيدة , على الاقل منتجة و تخرج منها بعض الاستثمارات- .
نحن فقط تعودنا أن نبيع ما هبه الله لنا من ثروات , دون ان نبذل الجهد المطلوب لاستثماره و استغلاله :فكما نبيع الرخام كتل حجرية للصين , نبيع الرمال النقية بدلا من الزجاج
نبيع البترول ونبيع الغاز الذى هو حق اجيال قادمة قد لا تجد لا بترول و لا غاز .
نبيع القطاع العام .....نحن نبيع كل شيى الشركات الناجحة و الخاسرة و حتى الآثار المهربة .
لقد بعنا الماضى و الحاضر و نحاول بيع المستقبل ,
نبيع كل شئ بدراهم معدودة ,و لا اظننا من الزاهدين , بل من المقصرين
الفرق بين الصورتين هو الفرق بين الدقة و الاتقان و العلم و العمل الئوب , وبين الفهلوة و الاهمال و العمل 12 دقيقة فى اليوم ,
بين ثقافة و تحمل المسؤلية و اعتبار الاتقان قيمة بحد ذاته و اساس من اسس الحياة و عدم تقبل الاخطاء ( من يخطئ من الشرف له, أن يقتل نفسه ( مبدأ الهارى كارى ),
وبين من يفسد بعمله و يخطئ عن عمد أو بدون , لا يخشى حسيب أو رقيب , يفسد مدارس , جامعات , وزارات ,و بنوك , و شركات تفلس وبنفس الادارة عشرات السنين ,
لدينا بشر لديهم قدرة عجيبة على الافساد حتى انهم يفسدون الماء و الهواء ,
و مع ذلك لايحمل قاموسهم معنى لكلمة التنحى أو الاستقالة فضلا عن الاعتراف بالفشل الذى يشهد عليه القاصى و الدانى و الانس و الجان ,بل قد يكافؤا بمناصب اكبر وارفع تتيح لهم افساد اكثر و اكثر.
هناك باليابان رؤساء وزارات استقالوا , بعضهم انتحر عندما اخطئوا , نحن اما اننا لدينا من لا يخطئوا , ام اننا لا نحس باى الم تجاه الخطأ.بصراحة هل توجد فروق اكثر من الفروقات السبع التى تعودنا عليها فى المسابقات؟
الفروق التى نراها بين الصورتين قد نظنها : فروق بين كوكب و كوكب آخر ,
أو بين جزء من الالفية الثالثة و بين جزء من الارض يشك فى انتسابه للالفية الثانية اصلا.
اذا تأملنا قليلا بصورة اعمق الفروق الحقيقية بيننا و بينهم :ليست فى انهم يملكون قطارا سريعا ,و اننا لدينا قطارات تخرج عن المسار.
و عليه وجب علينا معاقبة المخطئ , ومكافئة المجتهد.و نحن لدينا من لا يخافون من السلطان ( لانه لا يوجد من يسألهم ) فضلا عن انهم اصلا لا يخافون من ايات القرآن.
- هم يجبرون الموظفون على اخذ الاجازة ( من كثر حب الموظفين للعمل ) و نحن لا نستطيع أن نقنع موظفينا بالعمل جزء من ساعات العمل ( سياسة نعمل على قدر فلوسهم) فالموظف يُسرق حقه فى المعاش المتدنى و هو يسرق فى عمله بانه لا يعمل .
- كل شيئ عندهم منضبط و يعمل بالكمبيوتر و نحن نعشق عدم الانضباط رغم اننا استوردنا الكمبيوتر ( لزوم الشات والالعاب و .. خلافه).
اذا أنشئنا بنايات ضخمة, تحتوى على احدث اجهزة الكمبيوتر ,ثم اجلسنا فيها نفس (موظف السجل المدنى و بنفس العقلية ) لن يجعلنا ذلك مثل اليابان ,إن العقلية التى جلبت المرض و تسببت فى كل الكوارث , لا يمكن أن يأتى منها الحل ما لم تتغير.
- اليابان تجلس كل مجموعة من الاطفال بالمدرسة على طاولات, تشكل مجموعات حتى تبث فيهم روح التعاون ,و درجات الطالب الدراسية تتأثر بمدى مقدرته مساعدة زملاؤه على الفهم و التفوق ,
- ان مهمة المديرهناك أن يزيل الاتربة من طريق فريقه عمله ,حتى يستطيع العملون الابداع,
حتى يظل كل شيى نابع من توجيهات المدير الملهم ( شخبطة ولاد حضرتك , تخطيط لمستقبل حياتنا).
- الفروق اكثر من أن تحصى؟.
لقد قيل:انتبه لافكارك لانها ستصبح افعالك,
انتبه لافعالك لانها ستصبح سلوكك,
انتبه لسلوكك لانه سيحدد مصيرك.
و هذا هو بيت القصيد
ليس صحيح ان مشكلتنا انهيار العمارات و الطرق و القطارات و الصناعة و التجارة و الزراعة و تلوث الماء و الهواء و الارض و السماء ......الخ الخ ,
هذا كله العرض و ليس المرض.
لقد حدث قبل ذلك كله انهيار فى القيم هو الذى ادى لكل ما ذكرنا .
الفرق بيننا و بينهم هو فى القيمة التى تحكم العمل و التعامل- لقد فعلوا قيمة (الاتقان و التحسين المستمر) و نحن نحينا كل القيم جانبا و رفعنا قيما اخرى و طرق للتعامل من ابدعاتنا ,
اليابانين يعتمدون على ثلاث كلمات : التحية :لكل من تقابله - الشكر :لكل من ادى لك خدمة - و التحسين المستمر:لكل عمل تؤديه.
أى عمل اديته امس عليك أن تحاول اليوم ان تأديه بشكل افضل و هاكذا.
لا يمكن لحضارة ترفع قيمة الاتقان أن تقارن مع حضارة ترفع قيمة الفهلوة و تخفض من قيمة العمل الجاد.لا يمكن لثقافة تجعل الفشل خطيئة تستحق أن يقتل فاعلها نفسه ( الهارى كارى )
تقر عدم معاقبة المخطئ , و الذى هو رفع لقيمة الفشل و حط من قيمة النجاح و العدل.
اننا جعلنا اختراق كافة القوانين و النظم هى الثقافة السائدة العامة.
ان بناء اليابان بعد الحرب العالمية و الانهيار بالقنابل الذرية قام على يد مؤسس لقوانين ضبط الجودة.
و كذلك نهضة ماليزيا فى عشر سنوات جاءت, اساسا كنتيجة لنقلة نوعية و تحسن التعليم ( العلم و القيم).
إن ( شارل ديجول ) بعد رأي الدمار الذى حل بفرنسا بعد الحرب العالمية سأل : ماذا عن التعليم و القضاء ؟ قالوا له بخير , قال : اذا نبدأ البناء.
علينا أن نسأل انفسنا : ماذا نعلم ابنائنا و أى قيمة نعلمهم فى المدرسة ومن المجتمع ؟.
قبل ان نسأل عن التقدم و التكنولوجيا ...علينا ان نسأل اى اخلاق و مبادئ و قيم تحكمهم و تحكمنا ..
لدينا قيم عظيمة على احسن تقدير نحفظها و لا نطبقا ......
الفرق فى القيم و الافكار ...علينا اعادة برمجة الجهاز ليعمل بطريقة صحية و لا ستظل كل نتائجة خاطئة
....هنا اليابان....
-----