الخميس، 19 يناير 2012

الآن ...هل يمكنك نزول ماء النهر مرتين؟


الآن – هل يمكنك ولوج مياه النهر مرتين :


بما اننا نستعمل كل ما هو صينى فى حياتنا من اول الكميوتر للادوات و المسبحة و شجادة الصلاة و الجلباب و القميص  و حتى الخضار و الفاكهة , فلا مانع من استعمال عدد ( 2 ) حكمة صينى ,
 و يكونوا من مجمل ما نستورده

الاولى تقول ( الآن )!!!!
على بساطتها تعبر عن حقيقة ان الماضى لا تملكه و لا يمكنك تغيره ,
و المستقبل لا تملكه ايضا و قد لا يتحقق

اذن انت تملك اللحظة الحالية فقط ( الآن )

حزننا على ما فات و اهتمامنا بما قد يأتى يفسد علينا الاستمتاع و استغلال اللحظات الحالية ( الآن )

و هى الحقيقة الوحيدة
 اللهم انى اعوذ بك من اللهم ( بما هو آت ) و الحزن ( على ما فات
و كلاهما مدمر

تخيل انك تركب سيارة او ما شابه و تمر وسط الحقول و الغابات أو على شاطئ النهر او قرب البحر ,
 لكنك مهموم او حزين , هى تشعر بجمال ما حولك ,
هل تستمتع بطعامك و انت سارح فى خيالاتك ,
 هل تدرك حنان ابنتك الصغيرة و هى تلعب قربك , 
هل تحس بحب من حولك ,

قد لا تدرك ما انت فيه من صحة ,
 ما انت فيه من امن , ما انت فيه من نعم

اننا نغفل عن نعم كثيرة و قد لا ندركها الا عندما نفقدها ( و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها...) الاية

تضيع منا الحظات و الساعات و الايام و نحن غافلون
 ثم نكتشف ان ما فقدناه ليس الا عمرنا ,

( يا ابن آدم انما انت ايام , فاذا ذهب يومك , ذهب بعضك)

واذا شعرنا أن  الحاضر صعبا , هربنا إلى الماضى نجتر منه :
ما  ذكرياته الاليمة لنزداد الما ,

و اما السعيدة لنهرب مما نرفضه الآن و قد لا نستطيع ان نواجهه,
قد يحاول احدنا تكرار نفس التجربة ليعصل على نفس الشعور

 ( إنه يحاول نزول نفس مياه النهر )
لكنه لا يمكنه ذلك لانه ببساطة اذا اختار نفس المكان ,
 لكنه ليس نفس الماء  الماء انه يجرى انه  يتغير ,

وكذلك نحن ان حاولنا ان نجلس مع نفس الصدقاء فى نفس المكان لنحصل على نفس الشعور فان كل منا قد تغيرت احاسيسه و مشاعره و تجاربه ( ماء النهر غير ماء النهر الذى كان  و قد تغير , وكذلك نحن)

و هى نفس الفكرة التى اكد عليها ( سبنسر جونسون ) فى كتابه الصغير و الجميل ( الهدية ) انه اراد ان يقول ان الهدية هى اللحظة الحالية الآنية,

لدى مشاكل كبيرة فى عملى تنتظر منى ان احلها لكنى الان مع ابنتى فى حفل تكريمها بالمدرسة , على ان اترك المشكلات انها سوف تنتظرنى و على ان استمتع بالحفل مع ابنتى ( الآن )

هل  معنى هذا ان نلغى الماضى و المستقبل ؟

ترجع إلى الماضى لتأخذ منه الخبرات و التجارب ())(()((()((((
 الفشل يعلمنا اكثر من النجاح )

نأخذ من الماضى تجاربه ( نجاحاته و اخفاقاته ) لنجعل الحاضر افضل من الماضى

و النظر للمستقبل و امتلك الرؤية و الهدف يحمسنا للعمل والتخطيط للمستقبل
ننظر للمستقبل اذا اردنا ان نجعل المستقبل افضل من الحاضر

( خذ من صحتك .....لمرضك , من غناك ... لفقرك , ومن فراغك ...لشغلك )
خذ الآن......

اننى اصعد الجبل و لا اجلس على السفح و ارانى فى قمة الجبل 
و هذا ما يحركنى ,
لكنى استمتع بصعودى و محاولاتى انها حياتى و احاول الاستمتاع بها , لاننى اعلم :
إن السعادة طريق و ليست غاية

ليس هنك منطقة إن وصلت اليها اصبحت سعيد ( سيارة , او زوجة , او وظيفة ...)
لكنها طريقة للحياة , احيا بسعادة

اننى قررت ان اصبح سعيد الآآآآآآآآآآآآن.....

لنقرر ما نفعله الآن , فربما كانت ازهار حولنا لكننا و نحن نتذكر او نحلم اغمضنا اعيننا فلم نرها

ربما كان هناك تغريد عصافير لا نستطيع فى غفلتنا ان نسمعه

ربما كان هناك دفئ لم نستطع ان نشعر به....الآن

الثلاثاء، 17 يناير 2012

ارجوك..... تكلم حتى اراك


ارجوك...تكلم حتى اراك
تكلم حتى أراك:

بهذه الكلمات البسيطة فى لغتها , والعميقة فى معناها خاطب الفيلسوف سقراط احد تلاميذه,
و اتخذها ( انيس منصور ) عنوان لحديثه عن سقراط فى كتابه ( عاشوا فى حياتى) .

تكلم حتى اراك :, 
حتى اعرف من انت, ما تفكيرك , ما هدفك , ما هى آمالك  و رؤيتك فى الحياه.

هناك حكمة هندية تقول ( الطفل الذى لا يبكى , أمه لا تطعمه )

اى لا بد أن تطالب بحقك , حتى تحصل عليه ,  ( تكلم...).

و لها مشابه بلغه اخرى اقل تحضراً ( عاوز اسمى ابنى علشان اعرف انادى عليه) تكلم

كله كلام..... فى كلام.

مثل ذلك ما قاله الراحل صلاح جاهين :

مولود على كتف امه
يصرخ ....تهنن فيه
يصرخ ....تضمه
يصرخ ....
تقول له : يا ابنى ما تنطق ...كلام
ده اللى ما يتكلمش ...ياكتر همه

أذا لا بد من الكلام , و لا بد من التواصل مع النفس و مع الآخرين
من كلامك اعرف من انت , مهما حاولت ان تخفى حقيقتك.
من الممكن أن تخدع بعض الناس بعض الوقت
ولكن لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت
فى كتاب ستيفن كوفى الرائع ( العادات السبع للاشخاص الاكثر تأثيراً) ذكر من الصفات أو العادات السبع للاشخاص الناجحين:
( حاول أن تفهم أولا ليسهل فهمك).
نحن نتعلم فى حياتنا أن نتكلم , أن نكتب و لا نتعلم
أن  ننصت لا ان نسمع فقط

لا نسمع لنرد.
علينا أن ننصت حتى نرى الاخرين ,
وننصت لاصواتنا الداخلية لنعرف من نكون و ماذا نريد؟.
اذا كنت تريد أن تفهم :عليك ان تسمع و تنصت بقلبك و عقلك قبل اذنيك
و اذا كنت ترغب فى أن تُفهم :عليك أن تتكلم بقلبك ووجدانك قبل لسانك و شفتيك.
اذا تكلمت مع ابنى و اعطيته الفرصة ان يتكلم اوصلت له الاحساس انى احبه و احترمه .
ومن المهم أن يصله الاحساس بالحب بعبارات صريحة وواضحة لا تحتمل الشك.
من المهم أن تتكلم و من الاهم أن تتعلم أن  تنصت
 مهم جدا أن نلتفت لما نقوله لانفسنا و للآخرين و نقيم ما نسمعه من انفسنا و من الآخرين ,
علينا أن نتجنب العبارات السلبية عن انفسنا و عن الآخرين ،
و فى حال سمعنا ما يعتبر سلبى , علينا أن نلغيه أن نغيره
علينا أن نحسن الظن بانفسنا و بالآخرين.
إنك اذا قلت عن نفسك أو عن الآخرين ما تعتقده عنهم فعلا فسيكونون كما هم.
و اذا قلت افضل مما تعتقد, فسيصبحون افضل مما هم عليه و مما كنت تعتقد

و لهذا قيل ان قلت ( استطيع ...او لا استطيع .فانت صادق فى الحالتين )
هناك تجربة تمت على اطفال رضع اعطوا الطعام , و لم يعطوا اللمس و الحنان (لم يعطوا الحب و لم يصل لهم أنهم مرغوب فيهم و انهم محبوبون )
,و النتيجة كانت قاسية جدا: كانت الوفاة...لم يقال لهم اننا نحبهم بلمسة او بالكلمات..
بدون حب بدون احساس به: نموت أو تصبح الحياة كالموت ؟
ولا حب ينمو دون ان نسقيه بكلامات ينتقل معها الحب , لا يشترط أن تكون فقط: كلمات حب , المهم أن تحمل الحب.
اننا نحب فى صمت و نتوقع من الآخرين ان يعرفوا ذلك دون ان نخبرهم,
أن نحبهم دون ان يبلغهم ذلك الاحساس , قد لا يكون كافيا ,لابد أن ننقل لهم ذلك الحب و الاهتمام.
ابنائنا يحتاجون أن نقول لهم ذلك..حتى و نحن نعاقيهم ..اننا لا نعاقبهم على الخطأ الا لاننا نحبهم
و احبائنا أيضا يحتاجون ان نقول لهم أننا نحبهم  بالقول مرة و بالفعل مرات و مرات
-) .
تكلم ........ لا تترك ذلك لذكاء القارئ
,
نهدى للمرأة التعاطف ( أن تحتضنها بالكلمات و تربت عليها بالابتسامة )
( قل لى و لو كذبنا كلاما ناعما).
و لا يشفع للرجل ان يمتنع عن ذلك: :
 كلماتنا فى الحب تقتل حبنا إن الحروف تموت حين تقال..))
ابلغ من تحب بحبك و دع الحروف تموت (لا توجد مشكلة ), و دعها تموت فيك؟
و كذلك الرجل يريد من المراة أن تهديه تقديرها و حبها .
علينا أن تعلم أن نحب بلا شروط و نتقبل الآخرين بلا شروط.
كما هم, لا كما نتخيلهم , أو كما نريدهم
ليتبادل كل منا الحب و الاحترام و التقبل الغير مشروط : ابن ,ابنة ,زوج ,زوجة, جار , أو زميل ,أو صديق.....الخ
و قبل كل شيئ و بعده : ليحب كل منا نفسه و يحترمها و يتقبلها بلا شروط..
،ليتكلم مع نفسه بصدق ماذا يريد ..و ليكونه ...لا ما يراد له أن يريده ..سواء من يفرض عليه ذلك اسرة او مجتمع ...
لنحب بضمير  .
على كل منا أن يتكلم بصدق و بحب و أن يستمع بحب و فهم
على كل منا الا يكتفى بأن بقول كلمات الحب .
عليه أن يحس به فعلا و ينقله لمن يحب مع كلماته.
لا يكفى أن تقول للآخرين انك تتمنى لهم حظا سعيدا
عليك ان تتمنى لهم الخير فعلا لان ذلك سوف يصلهم مع كلاماتك.

لذا ...ارجوك : تكلم حتى اراك, و افهمنى حتى ..

الأحد، 15 يناير 2012

الذكاء العقلى و الذكاء العاطفى



علينا  أن نتفق على أن احكام القلب ( بما أنه  فى كثير من الاحيان يكون مثل الفراشة التى قد تلقى بنفسها على مصدر الضوء رغم أن فيه مهلكها )
و فى هذه الحالة ,   لا تكفى لأن تكون هى الفيصل العلاقات و حتى فى الحياة الزوجية .

الحب شيئ عظيم كلنا عن وعى او بغير وعى يسعى إلىه ( ان يحب و ان يحب) و لكن قد يجرى لاهثا على مهلكه.

جميل أن يكون فى الحب شيئ من الجنون و العفوية لكن ايضا جنون محكوم بالعقل ,
و له حدود , لا تصل إلى حدود الخطر

و من اجل ذلك مثلا  فى قصيدة ( اصون كرامتى  - للشاعر : احمد رامى )

أصون كرامتي من قبل حبي
فإن النفس عندي فوق قلبي

ولما أيقنت روحي بشر
وكان الغدر في عينيك ينبي

هجرتك والأسى يدمي فؤادي
وصنت كرامتي من قبل حبي"

 لكن : هل دائما القلب يكون بغير بصيرة ,و العقل يكون صحيح البصيرة

( العقل : قال انا اذكى اعضاء الانسان
قال له القلب : من انبأك هذا)

احيانا يكون الذكاء العاطفى اقوى من الذكاء العقلى ,
 و يكون الحدس ابصر من البصر

يجب أن نعطى لانفسنا الفرصة لسماع صوت القلب مع صوت العقل .

بعض الناس يميل إلى تحكيم الانطباع الاول, هو غالبا صادق , 
لكننا يجب أن نكون حذرين فى ذلك , لانه احيانا ما يكذب, وقد تكون الخسارة فادحة.

, بمعنى أنه الحب وحده لا يكفى لتكوين بيت سعيد
وكذلك لا يمكن أن ينمو بيت سعيد على العقل فقط ,

و إلا لما قال الله تعالى ( وجعل بينكم مودة و رحمة)

, لا شك أنه لا بد من وجود قدر مناسب من الحب
, هو جزء هام من شروط الانبات:
, لكن هناك شروط اخرى لكى تثمر نبتة الزواج ثمرة السعادة
و بدونها قد تثمر ثمر بلا طعم , وقد لا تثمر ابدا , او حتى قد تموت .



( لكى نشعر بانسانيتنا لا بد أن يكون هناك شئ نضحى من اجله )
جورج برنارد شو

الحب يجعلنا على استعداد لان نضحى من اجل من نحب ( المودة )
و( الرحمة) تجعلنا نغفر لمن نحبهم و نتجاوز عن اخطاءهم ,
بل و نتقبلهم كما هم
و حتى ان كان خطأهم انهم فى حقيقتهم لم يكونوا بحجم توقعاتنا

قد يتزوج رجل من امرأة ليست جميله , لكنه يراها اجمل نساء الكون
وقد يهرب رجل آخر من فرجينا جميلة الجميلات

لهذا علينا ان نسأل انفسنا هل لدينا من اسباب ما يكفى لانجاح هذا الزواج
, هل من ارتبط به انا مستعد لان اضحى من اجله ,

هناك قصة ان بعض القبائل تجعل من يريد الزوج من امراة عليه ان يحملها و يمشى بها على الحصى الساخن

هل انت مستعد لذلك
هل انت مستعدة ؟

كما يقال : مستعد لان اكون معه فى الصحة و المرض , فى العسر و اليسر .
لا بد لان تكون للشجرة جدور بعمق مناسب و الا لاقتلعت مع اول عاصفة .
من المهم أن يدرك كل منا احتياجات الطرف الآخر؟
فى ذلك يجب ان نستخدم كلا من الذكائين ( العقلى و العاطفى لادراك حقيقة احتياجات الطرف الآخر )
اخبرنا الكاتب الراحل ( محمد عبد القادر المازنى ) فى كتابه ( ع الماشى) أنه كان بصحبة امرأة جميلة اخذته فى جولة سياحية فى منطقة من مناطق لبنان :

, وظل هو يتغزل فى المكان الساحر و جداول المياه و الطبيعة الخلابة , لكن يبدو انه اطال فى ذلك ....

و اذ بمضيفته و بدون انذار تبدأ برشه بالماء

, فانتبه إلى ان الفتاة الى بصحبته : فائقة الجمال ,

انه التفت إلى جمال الطبيعة حوله دون ان يلتفت إلى جمالها او يقول فيها كلمة ,مدح واحدة و هو الذى افرط فى مدح الاشجار و الزهور و الماء الجارى......... الا هى ؟

لكنه بدلا من أن يطرى جمالها بكلمات رقيقة مهذبة ,  حاول الامساك بيديها و جذبها ,
فاذا بها تبدا برشة بالماء مرة أخرى و لكن هذه المرة بعنف : فتوقف ...

انها تريد أن يمتدح جماله كما امتدح كل شيئ جميل حولها , و لكنها لا تريد منه أن يخرج عن نطاق الادب).
انه تقول له كما اعجبت و امتدحت جمال الطبيعة , مالك لا تقدر جمالى انا ايضا بكلماتك .

و علق على ذلك بقوله : ما اشد حيرة الرجل مع المرأة؟

(مشكلة المرأة انها تطلب شيئا آخر  حين تريد حبا)

انها لا تعلن صراحة عن حاجتها للحب و لكن قد تعبر ان ذلك باشياء بعيدة عن السبب الحقيقة لتذمرها
تماما كالطفل الذى يبكى و على امه ان تتحسس سبب البكاء

هنا يكون الذكاء العاطفى ابلغ و افهم لتفسير الموقف و متطلباته

إن المرأة مثل لغز جماله ان يبقى لغزا , إن فككته واصبح مباشر فقد جزء هام من رونقة وجماله
  بشرط كل واحد يخلى باله من لغزه فقط ,
ويمتدح جمال لغزه , ليس وراء ذلك الا ما لا تحمد عقباه

( قل لى و لو كذبا كلاما ناعما.....)
أشاهد فيك الجمال البديع
فيأخذني عند ذاك الطرب

ويعجبني منك حسن القوام
ولين الكلام وفرط الأدب

وحسبك أنك أنت المليح
الكريم الجدود العريق النسب

أما والذي زان منك الجبين
وأودع في اللحظ نبت العنب

وأنبت في الخد روض الجمال
ولكن سقاه بماء اللهب!

لان جدت أو جرت أنت المراد!!
ومالي سواك مليح يحب!!
___________________
ادراكنا ان الذكاء العاطفى ابلغ و اقدر من ذكاء الارقام و الحسابات ..


.انه الارقى لانه يدرك مشاعر الانسان اى يدرك  الانسان ,
و هو لا شك ارقى مخلوق فى الكون ان اراد ذلك .....

السبت، 7 يناير 2012

كم رصيدك الآن...؟


يا حزين يا قمقم تحت بحر الضياع

حزين أنا زيك و إيه مستطاع

الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع

الحزن زي البرد ... زي الصداع

عجبي !!!!

كم رصيدك الآن؟؟


كثيرا ما نقرأ أو نستمع المثال الذى يتم فيه تشبيه رصيد الحب و الود فى القلوب , برصيد البنوك  ,  باعتبار المال هو اللغة العالمية المفهومة للجميع

و استكمالا للمثال علينا دائما أن نتأكد من أن الايداع فى حساب اكثر بكثير من السحب ,
حيث انه لن يأتى اشعار بالبريد يخبرك بالرصيد فى نهاية كل شهر
 ,
الا انه من الممكن دائما التأكد من الحساب لمن كان له قلب او اراد أن يبصر ذلك من تصرفات و ردود افعال الطرف الآخر ,

وعلى رغم أن المؤشرات تكون واضحة لكن كثيراً من الناس لا يرى التحذيرات و لا يستمع إلى صفارات الانذار و كل العلامات التى تخبره أن السحب الآن يتم على( المكشوف 
 حتى تحدث الكارثة و هى) انكسر جوانا شيئ) حيث يتم تجميد الحساب حتى اشعار آخر ،
و فى هذه الحالة لا تجدى الاصلاحات البسيطة و لا حتى توصيات البنك الدولى
و لا يمكن تفعيل الحساب مرة أخرى الا فقط من خلال بذل مجهود و تضحيات صادقة و متكررة تعيد الحياة فى النبتة التى كادت أن تجف و تموت ,
وقد كنا فى غنى عن ذلك لو تنبهنا لتصرفاتنا ، ما يزعج منها الطرف الآخر

هناك معاملات تضاعف الرصيد( مثل الكرم و المساندة فى الشدائد , و التضحية فى سبيل الآخرين و احترام و تقدير المشاعر ....الخ (

و هناك معاملات خسائرها مضاعفة ( مثل الخزلان و الانانية و تجاهل الآخرين و عدم التقدير ....الخ

و كذلك لا يمكن تجاهل اثر الاعمال البسيطة اذا كانت متكررة سواء بالسلب أو الايجاب
 (خلى الذنوب صغيرها و كبيرها ان الجبال من الحصا )

كذلك فان الاعمال مصرفية تتوقف على اهمية المتعامل بالنسبة لك :فالكلمة و الهدية و المساندة من الانسان القريب تكون اجمل و اعمق اثرا , و كذلك الجرح أو الاساءة أو الخذلان
و ظلم ذوى القربى اشد غضادة على النفس من وقع الحسام المهند(

و على قدر منزلة الشخص و قربه منا يعمق اثر الخطأ ,وقد لا يزول اثر التجربة السلبية بسهولة ما لم نحاول التحلى بالتسامح ) ...و ما يلقاها الا الذين صبروا.... ) الآية

أعملوا شكراً ....اعملوا حباً:

إن الرسول ( ص) قد امر احد الصحابة الذى قال له أنه يحب صديقا له فى الله ، بأن يعلم من يحبه بذلك (يقول له : إنى احبك فى الله , و الآخر يدعو له : احبك الله الذى احببتنى فيه(

نحن نغفل ان نقول لمن نحبهم اننا نحبهم ؟
أغفل ان اقول لابى , لاخى , لاختى , لزوجتى , لابنى , لابنتى , لصديقى , لجارى , لزميلى ...لرحمىو اقربائى ...لكل من احبهم إنى احبهم؟

و انا الآن اقولكم جميعا : انى احبكم
يمكننا ان نخبرهم اننا نحبهم قولا , أو فعلا ؟ حسب الموقف و كثير من المواقف تتعطل فيها لغة الكلام و تعبر فيها لغة الافعال ( الفعل الحسن خير من القول الحسن )

المهم ان نخبرهم بذلك ان يصلهم المعنى و بوضوح ،و لا نستحى ان يعلموا ذلك
ان المقولة الشهيرة :  
(أن المرأة تستطيع أن تكتم الحب اربعين سنة ، لكنها لا تستطيع أن تكتم البغض لحظة واحدة)

فإذا كنا لا نستحى أن نظهر الغضب و البغض فلماذا نستحى أن نظهر الحب و العطف

غير ان علينا أن نلاحظ ان الحب الذى نقصده ليس هو فقط كلمات الحب التى زادت كثيرا فى الحوارات اليومية حتى بين الاصدقاء و المعارف و بصورة مبالغ فيها ( ياحبيبى , يا روح قلبى و يا بعد عمرى و ويا بعد كبدى و فديتك , يا عمرى , نور عينى , تقبرنى ......الخ ) و خاصة عندما يقول الواقع كلام آخر مغاير لذلك ،

غريب إن قل الحب بينما زادت اعياد الحب ( عيدين للحب فى مصر بلد الحب , و التحضر و الذوق و التسامح حاليا )
و زاد عقوق الوالدين وحرصنا على الاحتفال بعيد للوالدين .

لقد اكتفينا بالمظهر... بالقالب ...( العلبة ) باوراق الهدايا المزركشة ,و اهملنا بل اضعنا المضمون

إن الله تعالى امر آل داود( ..أعملوا آل داود شكراً, و قليل من عبادى الشكور ) الآية

لا يمكن أن نكتفى بالتألم و الحزن و الدعاء كسبيل وحيد لمساعدة المظلوم و المحتاج مادام فى الامكان المساعدة العملية و الفعلية
و لا تقبل دعوات و بكاء المتعبد مانع الزكاة حتى ولو اخذ الفقير فى احضانه و ربت عليه لساعات
لماذا نكتفى دائما باضعف الايمان ( بالقلب ) ونترك الفعل؟

) فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يرائون و يمنعون الماعون ) الآية
فلا تكفى الصلاة وحدهأ كدليل على حسن الايمان ، ما يمتد اثرها لترقق القلب و ينعكس تأثيرها فى تحسين العمل و الاخلاق.

(أمنوا و عملوا الصالحات ) ..
..( الايمان ما وقر فى القلب و صدقه العمل)
أقام الصلاة و ايتاء الزكاة.....
 -لابد من شيئ ملموس ( عمل و فعل(
)أعملوا آل داود شكراً...) الآية
و  كذلك اعملوا حبا ،

لا يصح أن يكون الحب هو رسائل و ايميلات و هدايا فى اعياد الميلاد و فقط ( رغم انها لمسات جميلة و رقيقة , وقد تبنى مع الزمن بناء جميل من لبنات صغيرة(

لكنها و حدها لا تكفى و لا تغفر لى أو تبرر أن اتخلى عن صديقى وقت الشدة ,أو أن اخذله وقت الحاجة ، أن اقدم نفسى دائما ،

ليس مقبولا ً أن اكون دائما ( حمادة أو أمينة أو تامر عزو ) مشاعرى جميلة و طيبة لكنى افكر فنفسى طوال الوقت .

اقول احبك فقط بالكلمة دون حقيقة لذلك ---إنها لا تساوى الا صفرا بل قد تستوجب المسائلة لانها ببساطة : شيك بدون رصيد . 
فلنتوقف عن اصدار الشيكات بدون رصيد و تصدير العملات الزائفة و نبدأ بالقول  الحسن و العمل الحسن  فى اضافة ارصد لكل من نحب 

ارجوكم :اعملوا حبا.