الخميس، 13 مارس 2008

النصف الحلو- ليس النصف بل كل السعادة

قال أيمن:
" لذا علينا ان نتمسك بانصافنا حين نعثر عليهم ."

فوجدتني أسأل نفسي: من هو النصف الآخر؟ كيف تعثر عليه؟ كيف تتأكد أنه هو هو أو أنها هي هي؟




ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر
وتسأل فيروز الشطآن

وتجوب بحارا وبحارا
وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا أشجارا


إن العثور على نصفك الآخر الوحيد والمكمل لك تماما ما هو إلا جزء من الأسطورة اليونانية, فلماذا البحث إذاً ولماذا نجهد أنفسنا سعياً وراء سراب لا يمكن الوصول اليه.


إذا كان الأمر كذلك فهل كل من وجد نصفه الآخر ووجد السعادة في الارتباط به، وهم كثير، مخدوع أم أن كل هؤلاء محظوظون جداً.

بحسابات الإحصاء والمنطق فإن النتيجة الوحيدة التي وصلت إليها أن هناك أكثر من "نصف " واحد لكل شخص، وإلا لاستحال أن تجده من بين المليارات التي تسكن المعمورة.

إن البحث عن "النصف الحلو" إنما جزء من البحث الكبير عن السعادة، والذي يشغل كل منا بمستويات مختلفة. وتعريفنا للنصف الآخر إنما هو مرتبط بتعريفنا وبما نطمح إليه من السعادة وبمقدار ما يحققه لنا "النصف الحلو" من السعادة التي ننشدها.

للسعادة أسباب كثيرة، فكل منا يرى السعادة في عبور حواجز معينة لا يمكن عبورها إلا عبر أبواب محددة، لذا فإننا نبحث دوما عن طرق لفتح أبواب السعادة أو بالأحرى عن مفاتيح لأبواب السعادة.

إن جوهر بحثنا عن النصف الحلو يكمن في أننا نبحث دوما عن شخص يحمل مفاتيح الأبواب لكل نواحي السعادة التي ننشدها. فكل منا يسعى نحو السعادة عبر باب أو أبواب مختلفة، وكل منا يحمل (أبى أو رضي) مفتاح أو مفاتيح السعادة لشخص آخر (نصف آخر)

ولأن الكمال لله وحده، ولأن النصف المكمل لك تماماً لا يمكن الوصول إليه (إحصائيا على الأقل) فإن العثور على شخص يحمل كل مفاتيح السعادة التي تنشدها إنما هو ضرب من الخيال.

إن الحل المنطقي لهذه المعضلة والذي يطبقه كل منا بلا استثناء له ناحيتين مهمتين:
(1) أننا نحدد ما هو أهم أبواب السعادة التي ننشدها ومن ثم تضييق نطاق البحث،
(2) و الناحية الأهم هو مدى تقبل واستعداد النصف الآخر للمساعدة في فتح أبواب السعادة معاً. ففي النهاية إنما هي رحلة يشترك فيها النصفان. وفي النهاية إنما هو التعاون الذي يوصلنا جميعاً لأهدافنا.

في رأيي مثلاً أن أهم باب للسعادة هوالذي يوصلك إلى السعادة الأبدية أو الدائمة، وليس هذه الدنيا الزائلة، وبالتالي فإن أهم أسس السعادة هو مدى استعداد الطرف الآخر للمشاركة في سبيل الوصول للسعادة في الدنيا والآخرة.

في رأيي مثلاً أن من أهم أبواب السعادة، أن يغمرك شعور لطيف بالتواصل مع النصف الحلو، بل وتتطلع دوما لهذا التواصل لأنك تستطيع أن تقول كل ما تريد وما تشعر به دون خوف أو تحفظ.

ومهما حاولنا أن نفسر أو نفلسف هذه الأمور تبقى حقيقة واحدة، أنه لا توجد ثوابت، فلا أستطيع أن أفسر مثلا لماذا أهتم بشخص ما وأجد سعادتي بقربه والارتباط به. التفسير الوحيد هو في الاقتناع بأن "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها اختلف"

وفي الختام: قد لا ترين معي كل مفاتيح السعادة، ولكني أملك الرغبة الصادقة في سعادتك الدائمة، وبمساعدتك فلن يقف في سبيل سعادتنا أي باب.

الأربعاء، 12 مارس 2008

من هو صاحب السعادة؟

يوم صحيت شاعر براحة و صفا


الهم زال و الحزن راح و اختفي


خدني العجب و سألت روحي سؤال


انا مت ؟ و لا وصلت للفلسفة
عجبي !!!



هل تعتقد أنه يمكن أن يطلق عليك ( صاحب السعادة ) ؟

هل تعرف من هو حضرة صاحب السعادة ؟


كثيرا ما يطلق اللقب على من ملك المال و السلطان ( المنصب ) , هل هذا فقط هو مقوم السعادة؟ ,
وهل من الممكن ان نجزم أنه فعلا ملك السعادة؟


إن الاية الوحيدة فى كتاب الله ( تعالى ) التى ذكرت فيها كلمة السعادة ( أما الذين سعيدوا ففى الجنة... ) الاية.
هل هذه اشارة إلى انه لا توجد سعادة حقيقية فى الدنيا؟,
أم انها اشارة إلى انه لا توجد سعادة مطلقة فى الدنيا ,

هل معنى هذا أننا فى رحلتنا للبحث عن السعادة نبحث عن سراب ,وانه لا وجود للسعادة الحقيقية فى الدنيا ؟

لا شك أن السعادة المطلقة لا توجد ألا فى الجنة
وبالتالى هى موجودة ضمنيا فى كل عمل يقرب للجنة : العبادات , مساعدة المحتاج , صلة الرحم , وحسن الجوار ,و فى حسن الخلق.

لا شك أن السعادة موجودة , نلمسها مصادفة ِ, نسعى اليها و ان اختلفنا فى الوسائل و إن اختلفنا اصلا فى تعريفها؟


إن ( انتونى روبنز) فى كتابه ( ايقظ العملاق فى داخلك ) تكلم على نظرية (الالم )و (المتعة )

و حاول أن يثبت أن كل فعل يتركه الانسان أو يفعله , هو اما لدفع مضرة( الم ) أو جلب (متعة ),
و ان اى فعل سوف تربطه (بمتعة )سوف تحرص عليه , ان اى فعل ستربطة( بالم ) سوف تبتعد عنه و تتجنبه ,

و هو قد وصف كيف يمكننا ربط الاشياء التى يجب أن نفعلها بالمتعة( الرياضة , الدراسة ....) ,
و ربط السلوك الذى نود تغيره يالالم ( التدخين , الافراط فى الطعام .....)
وقد اعطى مثال على استغلال ذلك فى الاعلانات التجارية ( ربط الشيكولاته بالمتعة ...الخ) .

و كذلك ركز على أن حرص الانسان على تجنب( الالم )اكبر من حرصه على جلب( المنفعة) ,

( و القاعدة الشرعية تقول : دفع المضرة , اولى من جلب المنفعة).
و قد اعطى مثال على ذلك من ان خوفك على ضياع جزء من مدخراتك عن دخولك فى مشروع تجارى ( الم محتمل) , عند كثير من الناس اكبر تأثيراً من ( متعة محتملة ) تحقيق المكاسب بنجاح المشروع التجارى,

و بالتالى يبقى معظم الناس مجرد موظفين تجنبا ( للالم المحتمل ).

لكن الخطأ يكمن فى السعى الخاطئ (لمتعة قريبة ), يتبعها( الم كبير) فى المستقبل ( التدخين ......مثلا ).
و قد استخدم القرآن الكريم معنا الاسلوب ذاته , بربط الطاعة بالجنة و ربط المعصية بالنار.

و كثيرا ما نستخدم الاسلوب ذاته فى تربية اطفالنا لربط السلوك القويم( بمتعة ما )و ربط السلوك المرفوض (بعقاب ما).


من اجل ذلك هناك تعريف ( للالتزام ) اعجبنى بانه :( التخلى عن الجيد القريب , طمعا فى تحقيق الافضل فى المستقبل ) ,

_________
لقد تكلمنا عن المتعة و الالم , لكن مفهوم السعادة اشمل ,
الدكتور / صلاح الراشد له كلام جميل فى مجموعته الجميلة ( السعادة فى ثلاث شهور ) ملخصها :

  1. السعادة مطلب سامى و رغبة اكيدة .
  2. السعادة مهارة تكتسب.
  3. السعادة لا تأتى صدفة , بل يجب أن يسعى إليها .
  4. أنت المسؤل عن اسعاد نفسك, السعادة تبدأ من الداخل.

اهم قناعة عن السعادة أنها ليست مجرد غاية تنتهى بتحقيقها مرة :بل انها طريق و اسلوب حياة , يحى بسعادة يعمل بسعادة........

( ستيفن كوفى ) فى كتابه الجديد( العادة الثامنة ) اثار نقطة ان الانسان يتكون من ( جسد) ,( قلب ), (عقل )و يربطهم جميعا (الروح),
فى رحلة البحث عن السعادة يخطئ البعض فى التركيز على جانب اكثر من الجوانب الاخرى :

يركز على توفير المال ( جانب مادى - حاجة الجسد ) و قد يأتى ذلك على حساب العلاقة مع الزوجة و الاولاد ( اجتماعى - حاجة القلب) ,
او قد يركز طالب على العلم و الدراسة ( حاجة العقل ) و يهمل صحته و ممارسة التمارين ( حاجة الجسد ) او علاقته بربه وبالدين ( حاجة الروح).
مشكلة الغرب كانت بالتركيز على الماديات و الاستهلاك ( حاجة الجسد ) على حساب القيم و الدين ( حاجة الروح ) ,
حتى تنفيذ القيم من منظور علمانى مرتبط بالمنطق النفعى و ليس بقيمة مطلقة ,
الاخلاق للدنيا , اما من منظور الدين فالاخلاق للدين , و الدنيا تأتى كمحصلة جانبية,
لذا علينا فى رحلة البحث عن السعادة الا نهمل اى ركن من اركان البناء , فالبناء غير مكتمل بل هو معرض للسقوط و بالتالى لا يمكن تحقيق السعادة ,
اذا عدنا لكلام د. صلاح الراشد عن السعادة نجده يصف لنا انواع من البشر قررت من دون ان تدريى الا تكون سعيدة و اليك بعض الامثلة التى ذكرها:
1.من ظن ان السعادة لا تتفق مع الايمان و ان ( فلان ) لم يبتسم قط حتى مات و اشياء من هذا القبيل و هو مخالف للثابت فى الدين ( تبسمك فى وجه اخيك صدقة -و ان تلقى اخاك بوجه طلق- و ان اكثر الملتقيان اجرا اكثرهم بشرا و تبسما , ....الخ).

2.ان هناك من قرر الا يكون سعيد لانه رأى ابوه او امه غير سعداء و يعتبر سعادته خيانة لهم ؟أو انه يستحى ان يكون سعيدا و بعض المسلمين ( فى العراق , فى فلسطين ...الخ ) غير سعيد , رغم انه هناك فرق بين ان تحاول تخفيف المعانة عن اخوانك و بين ان تحاول ان تعانى انت ايضا تأثرا بما يحدث لهم .

3.ان هناك من قرر الا يكون سعيدا حتى يحدث شيئ ما ( شراء سيارة - امتلاك بيت - نجاح ....الخ).

اننا كثيرا ما نربط سعادتنا بالاشياء و لا نعترف بان السعادة قرار و ليست مرتبطة بحدث معين ( الاحداث تساعد فقط اذا ما قررت ان تكون سعيدا ) .

4. النوع الاخطر فى رفض السعادة هو الناتج عن ضعف تقدير الذات أو نتيجة تعرضه لمحنة ما موقف ما طريقة تربية ما تم برمجة المخ بانه لا يستحق السعادة و بالتالى يستغربها و يضحى بها بسهولة و قد يهرب منها متعمدا ( شخص يجد الانسانة المناسبة و لا يتزوجها - انسانة تجد شخص مناسب يتمنى الارتباط بها و تبتعد عنه - شخص يجد و ظيفة جيدة و يتركها .....وهاكذا) .

ومثال على من ربط السعادة بشروط( النوع الثالث) ( قصيدة شهرزاد لنزار):

تريدين مثل جميع النساء ......

كنوز سليمان ....

مثل جميع النساء

وأحواض عطرٍ ......

وأمشاط عاجٍ .......

وسربَ إماء

تريدين مَولى .......

يُسبح بأسمك كالببغاء

يقول : ( أُحبكِ ) عند الصباح

يقول : ( أُحبكِ ) عند المساء

************************

تريدين مثل جميع النساء

تريدين مني نجوم السماء

وأطباق مَنَّ ...

وأطباق السلوى .......

وخفين من الكستناء

تريدين من شنغهاي الحرير .......

ومن أصفهان جلود الفراء

وتريدين بين الغمائم قصرُ .....

جميع حجارته من ضياء

تريدين مثل جميع النساء ....

مراوح ريش ....

وكحلاً ......

وعطراً .....

تريدين عبداً شديد الغباء

ليقرأ على سريرك شعراً .......

تريدين في لحظتين أثنتين

بلاط الرشيد وإيوان كسرى

وقافلة من عبيد وأسرى تجر ذيولك .....

يا كليوبترا .....

*************************

ولست أنا .......

سندباد الفضاء .......

لأحضر بابل بين يديكِ وأهرام مصر .........

وإيوان كسرى

وليس لدي سراج علاء

لآتيك بالشمس فوق أناء ........

كما تتمنى ..........

جميع النساء ....

****************************

وبعد .........

أيا شهرزاد النساء .........

أنا عاملُ في بغداد ........

فقير.......

رغيفي أغمسه بالدماء ......

شعوري بسيط .....

وأجري بسيط ....

وأؤمن بالخبز والاولياء ......

وأحلم بالحب كالآخرين ....

وزوجٍ ..

تخيط ثقوب ردائي .....

وطفل ينام على ركبتي .......

كعصفور حقلٍ ، كزهرة ماءِ .....

أفكر بالحب كالآخرين ....

لان المحبة مثل الهواء .....

لان المحبة شمس تضيء ....

علة الحالمين وراء القصور .......

على الكادحين .......

على الاشقياء ......

ومن يملكون سرير الحرير ......

ومن يملكون سرير البكاء ........

**********************

تريدين مثل جميع النساء ......

تريدين ثمانية معجزات .......

وليس لدي ............

سوى كبريائي

غير اننا يجب الا نقع فى مصيدة التعميم فما ذكره نزار يوجد فى النساء بدرجات متفاوتة و ليس بالكامل فقد تحتاج معظم النساء الكلام الرقيق اكثر من حاجتها للذهب,

الكلام الرقيق عندها هو السعادة , ان سعدت المرأة اعطتك عمرها , الا لا تلومن الا نفسك , ولن تكون الاستاذ / سعيد حتى و لو شهدت لك كل الاوراق الرسمية.

و هناك صورة اخرى ( لناجى ) فى قصيدة انتظار حيث قرر ان يبقى غير سعيد حتى يعود حبيب هو يظن انه لا يعود انه ينتحر حباً:


أنا في بعدك مفقود الهدى .. ضائع أهفو الى نور كريم

أشتري الأحلام في سوق المنى .. و أبيع العمر في سوق الهموم

لا تقل لي في غد موعدنا .. فالغد الموعود ناء كالنجوم

أغدا قلت ؟ فعلمني انتظارا .. ليتني أختصر العمر اختصارا

عبرت بي نشوة من فرح .. فرقصنا أنا و القلب سكارى

و عرانا طائف من خبل .. فاندفعنا في الاماني نتبارى

سنذم النور حتى يتلاشى .. و نذم الليل حتى يتوارى !

انه قرر ان يتخيل ما يسعده:

انفردنا أنا و القلب عشيا .. ننسج الامال و النجوى سويا

فركبنا الوهم نبغي دارها .. و طوينا الدهر و العالم طيا

فبلغناها و هللنا لها .. و نزلنا الخلد فينانا نديا

و لقينا الحسن غضا و الصبا .. و تملينا الجلال الأبديا

قال لي القلب : أحقا ما بلغنا .. كيف نلنا ما نتمنى؟

أتراها خدعة حاقت بنا .. أتراها ظنة مما ظننا ؟

انه بيت جميل يبعث الامل فى وسط ابيات غير متحمسة للآمال:

قلت : لا تجزع فكم من منزل .. عز حتى صار فوق المتمنى

اذن الله به بعد النوى .. فثوينا و استرحنا و امنا !

________

يا جنان الخلد قدمت اعتذاري .. اذ يطوف الخلد سقمي و دماري

أيها الآمر في ملك الهوى .. اعف عن لهفة روحي و أواري

انه يحترق شوقا :

أشتهي ضمك حتى اشتفي .. فكأني ظامئ آخذ ثاري

غير أني كلما امتدت يدي .. لعناق خفت أن تؤذيك ناري

_______

أيها النور سلاما و خشوعا .. أيها المعبد صمتا و ركوعا

ملكت قلبي و لبي رهبة .. عصفت بالقلب و اللب جميعا

رب قول كنت قد أعددته .. لك اذ ألقاك يأبى أن يطيعا

و حبيس من عتاب في فمي .. قد عصاني فتفجرت دموعا

يستيقظ من اوهامه:

لذعتني دمعة تلفح خدي .. نبهتني من ضلال ليس يجدي

و اختفت تلك الرؤى عن ناظري .. و طواها الغيب في سحري برد

و تلفت فلا أنت ولا .. جنة الخلد ولا أطياف سعد

و اذا بي غارق في محنتي .. وبلائي أقطع الأيام وحدي

القرار بان يظل غير سعيد حتى يتحقق ما يحلم به

( نوع من انواع العصيان المدنى):

هات قيثاري و دعني للخيال .. و اسقني الوهم و علل بالمحال

و دع الصدق لمن ينشده .. الحجى خصمي فاغمر بالضلال

و خذ الانوار عني ، ربما .. اجد الرحمة في جوف الليالي

خلني بالشوق استدني غدا .. فغدا عندي كاباد طوال !!
__________________


غير اننا دائما يجب أن نتذكر اننا علينا اتخاذ القرار بان نكون سعداء ,
و اتذكر مقولة جميلة لانسان قرر ان يكون سعيدا تحت أى ظرف:

( ماذا يصنع اعدائى بى ؟ إن قتلونى فقتلى شهادة,

و إن نفونى فنفى سياحة ,

و إن سجنونى فسجنى خلوة ,

ماذا يصنع اعدائى بى؟

أنا جنتى فى قلبى و قلبى بيد ربى )
- شيخ الاسلام ( ابن تيمية)
( لكى نشعر بانسانيتنا لابد أن يكون هناك شيئ نضحى من اجله)
و هناك كلمة جميلة تقول ( ان سعادتنا تكون على قدر مقدرتنا على اسعاد من حولنا)
علينا ان نسعى بوعى لاسعاد انفسنا( فاقد الشيئ قد لا يستطيع أن يعطيه) وكذلك علينا ان نسعى لاسعاد من حولنا .
علينا من اليوم ان نقرر ان نكون سعداء
ان نحاول ان نكون سعداء
ان نبحث عن ما يسعدنا و يسعد من حولنا
( ان شعورنا بالسعادة مرتبط بالمقدر على اسعاد من حولنا )
ان ننظر فى ما نفعله : هل يجلب لنا السعادة ( فى الدنيا و الآخرة ) هل نحن سعداء فعلا بما نفعل ام اننا نفعل ذلك لان من حولنا يفعلونه)
اتمنى لكم حياة فى منتهى السعادة و لقاء فى الجنة دار السعادة ( اما الذين سعدوا ففى الجنة...- الاية)

الاثنين، 10 مارس 2008

محاولة الرسم بالكلمات

سوف نقتبس الاسم من قصيدة للراحل نزار قبانى ( الرسم بالكلمات )
سوف نرسم صورة بالابيات :-

احبها فعلا أنه فقط يعشق المستحيل :
-----
ااقول ..احبك
كيف؟.....افافضح نفسى ؟
أأقول اعشق رؤياك و ان كانت خلسِ
أأقول اراك لجوارى فى ليلة عرسِ
بغصون الشجر ...بجوار القمر احلم بالعش
أواة احبك يا أملى فما بال الحس
و الحب بنبضى هدار يصبحنى و يمسى
ايمان يملأ وجدانى ينطق بالاسم
احبك ابدا لا انكر و كفى به اثم
____________
( أيمن البرى)


لنترك الكلمات و نستعين ببعض ابيات الشعر لنرسم بها بعض من الصور السابقة:

الصورة الاولى بدأ يعجب بها :
حوراء ان نظرت اليك
سقتك بالعينين خمرا

وكأن رجع حديثها
قطع الرياض كأسين زهرا

وكأن تحت لسانها
هاروت ينفث فيه سحرا

وتخال ما جمعت عليه
ثيابها نوراً وعطرا

وكأنها برد الشراب صفاءا
ووافق منك قطرا

جنية انسية او
بين ذاك اجل امرا।
ثم يحس انها حلم جميل

اقول ......هى الشمس ضوؤها قريب
ولكن فى تناولها بعد
يحس فجاة انه بدأ يعجب بها فينكر على نفسه ذلك و ان كان ليس بتلك السهولة :
-
أقول أمـــام النـاس : لســت حبيبتى .........و أعرف فى الاعماق كم كنت كاذبــا
و أزعـــم أن لا شـــئ يجــمع بيننـا.......... لأبُعــد عن نفسـى و عنـك المتـاعبـا

و انفى اشاعات الهوى , وهى حلوة .......و اجعــل تاريخــى الجميـــل خرائبــا
و اعلـن فى شـكــل غبـى براءتــى .........و أذبـح شـهـواتـــى و اصـبح راهبـــا

و أقتــل عطرى عــامـــدا متعمـــدا ........و اخـرج من جنــات عينيــك هاربـــا
أقــــوم بدورٍ مضحـك ٍ , يا حبيبتـى ........و ارجـــع من تمثيـــل دورى خائبـــا

فلا الليل يخفى , لـو أراد , نجومه ......و لا البحر يخفى , لو أراد , المراكبـا
-------
يطلب منها ان يعرف شعورها تجاهه , انه يريد أن يرتبط بها لانه رأى أنه لا يستطيع ان يكمل بدونها

آدم جديد يقترب من حواء الجميلة و يحلم بان يعمرا الارض ( يمكن ):

حواء ( النصف الحلو طبعا ) لا تفصح عن ما تريد ,
لكنها بعد ان ترى أن آدم عملى جدا
, يعتبر أن المشاعر شيئ مفروغ منه , و انه لا يحتاج أن يقول لها أنه يحبها طالما انه اخبرها انه يريد الارتباط بها,,
و هل هناك دليل على أنه يحبها جدا اكثر من أنه يريد الزواج منها ,
و لا يتزوج الا اثنين :عاشق , أو مجنون و هو قد صار الاثنين معا ,

هى لا تريد ان تستنتج تريد تصريح واضح أنه يحبها, تريد ان يكرر ذلك و فى النهاية تطلب منه:
( قل لى و لو كذبا كلاما ناعما .............قد كاد يقتلنى بك التمثال)

هو على رأى ( جون جارى ) يلبس قبعة السيد الخبير و يقول لها :
( كلماتنا فى الحب تقتل حبنا ...........ان الحروف تموت حين تقال)

طبعا الكلام لا يعجبها بالتالى يضطر هو ان يخيرها :

إختاري
إني خيَّرتُكِ .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري ..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري ..

إختاري الحبَّ .. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري ..

لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ ..
*
إرمي أوراقكِ كاملةً ..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ ..

قولي . إنفعلي . إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ ..

لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ

إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري ..
*
مُرهقةٌ أنتِ .. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً .. مشواري

غوصي في البحرِ .. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ ..

الحبُّ .. مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ

صَلبٌ .. وعذابٌ .. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ ..

يقتُلني جبنُكِ .. يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ ..

إني لا أؤمنُ في حبٍّ
لا يحملُ نزقَ الثوارِ ..

لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ ..

آهٍ .. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني .. مثلَ الإعصارِ ..
*
إنّي خيرتك .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري

أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ ..
---------
تغضب منه و لا تختار و هو يبتعد عنها إلى مكان آخر
لكنه يجد أنه لا يستطيع أن ينساها بسهولة ,
لم يندم على حبه لها , لكنه كان يندم على كل دقيقة ضيعها و كان يستطيع فيها ان يكون معها,
و رغم محاولاته الشروع فى تجربة اخرى , لا يستطيع ان يمنع نفسه من التفكير فيها:
--
علمنى حُبّكِ .. سيِّدتي
أسوأَ عادات

علّمني أفتحُ فنجاني
في الليلةِ آلافَ المرّات

وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ ..
وأطرقُ بابَ العرّافات

علّمني .. أخرجُ من بيتي
لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات

وأطاردَ وجهكِ ..
في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات

وأطاردَ طيفكِ ..
حتّى .. حتّى ..
في أوراقِ الإعلانات ..

علّمني حُبّكِ ..
كيف أهيمُ على وَجهي ساعات

بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ
تحسُدُهُ كل الغَجريّات

بحثاً عن وجهٍ .. عن صوتٍ ..
هوَ كل الأوجهِ والأصوات
*
أدخلني حبُّكِ سيِّدتي
مُدُنَ الأحزان

وأنا من قبلكِ لم أدخل
مُدُنَ الأحزان ..
لم أعرِف أبداً .. أن الدمعَ هو الإنسان
أن الإنسانَ بلا حزنٍ..
ذكرى .إنسان ..

علّمني حبكِ ..
أن أتصرَّفَ كالصّبيان

أن أرسمَ وجهك ..
بالطبشورِ على الحيطان

علّمني حبكِ ..
كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان
علّمني .. أنِّي حينَ أُحِبُّ
تكُفُّ الأرضُ عن الدوران ..

علّمني حُبك أشياءً ..
ما كانت أبداً في الحُسبان

فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ ..
دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان
وحلمتُ بأن تتزوجني
بنتُ السلطان

تلكَ العيناها .. أصفى من ماء الخُلجان
تلك الشفتاها .. أشهى من زهرِ الرُّمان

وحلمتُ بأني أخطِفُها ..
مثلَ الفُرسان ..
علَّمني حُبُّكِ ، يا سيِّدتي ، ما الهذيان
علّمني .. كيفَ يمرُّ العُمر ..
ولا تأتي بنتُ السلطان .
.




و بعد مرور مدة قد يكون حاول فيها البحث عن تجربة جديدة , الا انه يكتشف أنه مازال اسير حبها ,

انه حتى عندما بحث عن علاقة ,صداقة او زمالة , كان يبحث عن شبيه لها

( و لكن حبيبته ليس لها مثيل أو شبيه بين النساء)

كيف جانبتك أبغي سلوةً

ثم ناجيتك في كل شبيهِ

أيها الساكن عيني ودمي

أين في الدنيا مكان لست فيه

إن النساء كثيرات لكن حببته واحدة:

صادفت وهم الحب كثيرا

و خلته فيه شيئاً منك

أكان حبا .. بل كان وهماً ..كان افك

قد قلتها لغيرك : احبك

و كذبت ...

لانى كنت فيها احبك انت

_______

( أيمن البرى)

بعد ذلك اكتشف انه لا يمكن أن يبتعد عنها بهذه السهولة و انها امرأة لا تقتل بهذه السهولة:

وعدتكي ان لا احبكي

و امام القرار الكبير جبنت

وعدتكي ان لا اعود ..... وعدت

وان لا اموت اشتياقا .... ومت

وعدت مرارا

وقررت ان استقيل مرارا ولا اتذكر اني .... استقلت

وعدت باشياء اكبر مني فماذا غدا ستقول الجرائد عني

اكيدا ستكتب اني جننت

اكيدا ستكتب اني انتحرت

وعدتكي ان لا اكون ضعيفاً وكنت

وان لا اقول بعينيك شعراً وقلت

وعدت بالا والا والا

وحين اكتشفت غبائي ضحكت

وعدتكي ان لا ابالي بشعرك حين يمر امامي

وحين تدفق كالليل فوق الرصيف صرخت

وعدتكي ان اتجاهل عيناكي مهما دعاني الحنين

وحين رائيتهما تمطراني نجوماً شهقت

وعدتكي ان لا اوجه اي رسالة حب اليكي

ولكنني رغم انفي كتبت

وعدتكي الا احبك

كيف .. واين .. وفي اي يوم وعدت ل

قد كنت اكذب من شدة الصدق

والحمدالله اني كذبت



و بالتالى عاد لها مرة اخرى و قال لها :

لا تحبيني..
أتحبني بعـد الـذي كانـا
إني أحبك رغم مـا كانـا
ماضيك لا أنـوي إثارتـه
حسبي بأنك هاهنـا الآنـا
تتبسمين . . وتمسكين يدي
فيعود شكـي فيـك إيمانـا
عن أمسي لا تتكلمين أبـدا
وتألقي شعرا . . وأجفانـا
أخطائك الصغرى أمر بهـا
وأحول الأشـواك ريحانـا
لولا المحبة فـي جوانحـه
ما أصبح الإنسـان إنسانـا
عام مضى . . وبقيت غالية
لا هنت أنت ولا الهوى هانا
قدر علينا أن نكـون معـا
يا حلوتي رغم الذي كانـا
إن الحديقة لا خيـار لهـا
إن أطلعت ورقا وأغصانـا
هاتي يديك . . فأنت زنبقتي
وحبيبتي رغم الـذي كانـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبدأ هى فالتفكير بالأمر من جديد :
ما ذا أقول له
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه
ماذا أقول إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده
وأن تنام على خصري ذراعاه
حبيبتي ! هل أنا حقا حبيبته
وهل أصدق بعد الهجر دعواه
أما انتهت من سنين قصتي معه
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه
رباه أشيائه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا ...كنا قرأناه
مالي أحدق في المرآة أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه
وكيف أكره من في الجفن سكناه
وكيف أهرب منه ؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغيرا لمجراه
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها , لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه , إني ألف أهواه
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
انها قررت ان تسمح له بان يحبها و يتزوجها :
هو جاء لها بالورود ملفوفة بورقة كتب فيها هذه الكلمات:
----
(( أحلى خبر ))
كتبت ( احبك ) فوق جدار القمر
(احبك جداً )
كما لم يحببك يوما بشر
الم تقرئيها؟ بخط يدي
فوق سور القمر
و فوق كراسي الحديقة
فوق جذوع
وفوق السنابل , فوق الجداول , فوق المطر
وفوق الكواكب تمسح عنها
غبار السفر
حفرت ( احبك )فوق عقيق
حفرت حدود السماء ,حفرت
الم تقرئيها؟على أوراق
على الجسر , والنهر ,
على صدفات البحار , على قطرات المطر
الم تلمحيها ؟
على كل غصن , وكل حصاة , و كل حجر
كتبت على دفتر
أحلى خبر
((احبك جدا))
فليتك كنتي قرأتي الخبر
----
و انتهت القصة و تزوج البطل البطلة و بدات قصة جديدة عاشوا فيها ( فى معظمها ) فى تبات و نبات
وانجبوا ذريةصالحة اولاد و بنات
( و ان كانت الحياة تصبح بلا طعم بدون القليل من المنغصات)
لكن كل منهم كان عنده من الاسباب ما يجعله يتمسك بشريكه ,
القصة انتهت ....
و لكن عليهما الاختيار :
ان تكون القصة التى ذكرنها هى نهاية الحب و قصة
....ام بداية قصة حب لا تنتهى.........







الأحد، 9 مارس 2008

سلام على الدنيا

سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفا

لا أجد أفضل من هذه الأبيات لأبدأ بها مشاركتي المتواضعة في هذه المدونات الرائعة لصديقي العزيز أيمن، والذي يسعدني ويشرفني أن أسمي نفسي صديقاً له، بل أخاً أصغر إن سمح لي.
.
هذه الخاطرة إنما هي شكر واعتراف بأن معنى الصداقة الخالصة والصافية عرفته حقا عندما عملت مع أيمن وصحبه بمدينة العين، فبعد مرور أكثر من سنتين على تركي العمل بمينة العين أجد نفسي أقول "سلام على الدنيا".
.
إن العمل مع أصدقاء يضفي متعة خاصة لكل ما تقوم به، ويهون عليك أعظم المشاكل ، ويعطي لكل إنجاز طعماً خاصاً ويبقى أثر تلك المتعة معك دائماً. ولهذا أعتز بالفترة التي قضيتها بمكتب العين وبأصدقائي الذين عملت معهم وعاملوني كصديق بل كأخ من أول أيام عملي معهم.
.
لقد تعلمت منهم كيف يكون الانسان صديقأ صدوقاً يصدق صاحبه في القول والعمل بأن يعينه إذا احتاج وينصفه بأن يشجعه ويدفعه للنجاح ويرشده إذا أخطأ.
.
تمر السنون ويبقى الحنين والأمل في أن أن أجرب مرة أخرى متعة العمل مع صديق صدوق صادق الوعد منصفا.
.
.
وفي الختام: إن متعة العمل مع أصدقاء لا يفوقها الا متعة الارتباط بشخص يكون الصديق الصدوق الذي يصدقك القول وينصفك حتى من نفسك.

النصف الحلو

عجبتني كلمة من كلام الورق
النور شرق من بين حروفها و برق
حبيت أشيلها ف قلبي ..
قالت حرام
ده أنا كل قلب دخلت فيه اتحرق
عجبي !!!

اسطورة يونانية قديمة تقول أن البشر كلهم كانوا انسان
( لا ذكر و لا انثى) ثم قُسِم إلى نصفين و بعثرا فى جوانب الارض

, لذا فاننا نظل حياتنا كلها كل منا يبحث عن النصف المكمل له .

و المحظوظون فقط هم الذين يجدون انصافهم التى ضاعت مهم فى الازل
, الاخرون قد يقضون حياتهم يبحثون عن انصافهم و لكن دون جدوى.

لذا علينا ان نتمسك بانصافنا حين نعثر عليهم
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما سفر
ده البعد ذنب كبير لا يغتفر
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما بحور
أعدي بحر ألاقي غيره اتحفر
عجبي !!!

اننا تمر بنا احداث توثر علينا و على تصرفاتنا و ردود افعلنا و ما يسعدنا و ما يغضبنا
,قد ننسى الاحدث و لكن اثرها يبقى ,هى تؤثر فى النماذج التى ننجزب اليها او ننفر منها

و لهذا قد نجد احيانا بعض التصرفات ليس لها تفسيراً ( ظاهراً ) لكنها ولا شك لها اسباب .
احيانا لا يمكننا تفسير انجذابنا إلى شخص ,أو نفورنا منه ؟

ارتياحنا لصحبة شخص و ارتياحنا لبعد آخر؟.
نحس أن:
 ( بعض الناس ينيرون المكان بحضورهم , والبعض ينورن المكان بانصرافهم )

عندما طلب الوليد بن عبد الملك أن يرى المرأة التى يكاد أن يقتل من اجلها حبيبها- و هو كثير- عزة أو قيس- لبنى - ,
وكأنها قرأت فى عين الخليفة ( على ايه يعنى عامل فى نفسه كده)

فقالت له : ( انه يرانى بعنينان ليست لك).

قد يعجب رجل بالمرأة قوية الشخصية , لان فيها من خصال امه ,
, قد يخشى آخر المرأة من المرأة القوية لانها تذكرة بمدرسة الرياضيات فى المدرسة الاعدادى.

وقد تعجب امرأة بشخص فيه من صفات ابيها , او من صفات شخص تحبه و تعتز به ,
وكذلك :قد ينفر الانسان من شخص بملامح معينه أو صفات معينة ,لانه يذكره بانسان غير مرغوب فيه.


الا اننا كثيرا ما نضفى على من نحب صفات و خصال من وحى خيالنا ,
من نحبه نجعل منه ملاك , ومن نغضب منه , نجعل منه ابو جهل فى الافلام العربى.

صحيح كثيرا ما تكون ( مرآة الحب عمياء ) ,
بمعنى اصح ( و عين الرضى عن كل عيب كليلة ....و عين السخط تبدى المساوئ)

لكن علينا أن نستعد أن نتقبل من نحبهم على أنهم بشر , فيهم ما نحب ,و فيهم ما لا نحب من الصفات , المهم بالاغلب.

اذا كان الاغلب مما نحبه و نتقبله , علينا ان نتمسك به , نحافظ عليه
أننا كما قيل نميل ( لغرض التبسيط ) ان نجعل الناس قوالب, كل منا لديه عدد معين من القوالب لاشخاص تعامل معهم فى حياته يريد أن يضع من يتعرف عليه فى احد هذه القوالب,

فلان مثل فلان الذى لا احبه , وفلانه مثل فلانة التى كنت معجب بها فى اول سنة فى الجامعة , و الأن هى تزوجت و ابنها من اعز اصدقائى.

الحقيقة انه :كما ان كل اصبع من اصابع يد كل واحد من البشر متفرد بذاته, حالة لا و لن تتكرر ,كذلك كل انسان هو تكوين بذاته, ومختلف عن اى شخص عرفناه ,

قد يتشابه الناس فى بعض الصفات و التصرفات ,
لكن لا تناسخ , لا تكرار,

الا انه لكى نتقبل الآخر ( و خاصة من نحب ) لانهم ليسوا دائما صورة رسمناها فى الخيال و مطلوب منهم ان يتمثلوها  و لكنهم ذواتهم لا بد ان نقبلهم و نحبهم كما هم طالما ان ما يقربنا منهم اكثر بكثير مما يبعدنا عنهم الا انه توجد بعض الفرضيات التى تسهل علينا ذلك و من الفرضيات الهامة مبدأ:
  • أن الخارطة ليست المنطقة :
( بمعنى أن فهمى أو وجهة نظرى عن موضوع أو انسان ليست هى كامل الحقيقة , بل هى فقط تصورى عن الحقيقة ,
و عليه يجب أن اتقبل أن تصورى قد يطابق أو يخالف الواقع).

لهذا يجب أن نعطى لانفسنا الفرصة للحكم الصحيح على الناس , وبدون انطباعات مسبقة , بدون تسرع .
و الا اتعامل مع وجهة نظرى عن شخص ما على انها حقيقة هى فقط تصور ( يحتمل الخطأ و الصواب)
اتذكر ان لى عيوبا يغفرها الناس و يقبلونى بها , لذا على ان اتقبل ما اعتبره عيوبا فى الآخرين

بعض الناس يتخيل انه ( كما قال كوفى : أنه موجود فى مؤسسة ما لاكتشاف عيوب الآخرين, و نشرها , احيانا يتطور الامر لاختلاقها   ,
وينسى  انه موجود لتغطية واستكمال نواقص الاخرين ,
كما ان الآخرين يقومون بتغطية نواقصه و عيوبه فى العمل ,

لنتقبل شركائنا فى الحياة و العمل كما هم ونركز على حسناتهم بدلا من خطاياهم ,
و قبل ذلك علينا نتقبل ذوتنا كما هى .

نتذكر من اراد زوجة بدون عيوب عاش اعزب .

و كما قلنا :
علينا ان نتمسك بانصافنا حين نعثر عليهم., كى نرى نصفنا الحلو....دائما حلو.عجبي