الأحد، 9 مارس 2008

النصف الحلو

عجبتني كلمة من كلام الورق
النور شرق من بين حروفها و برق
حبيت أشيلها ف قلبي ..
قالت حرام
ده أنا كل قلب دخلت فيه اتحرق
عجبي !!!

اسطورة يونانية قديمة تقول أن البشر كلهم كانوا انسان
( لا ذكر و لا انثى) ثم قُسِم إلى نصفين و بعثرا فى جوانب الارض

, لذا فاننا نظل حياتنا كلها كل منا يبحث عن النصف المكمل له .

و المحظوظون فقط هم الذين يجدون انصافهم التى ضاعت مهم فى الازل
, الاخرون قد يقضون حياتهم يبحثون عن انصافهم و لكن دون جدوى.

لذا علينا ان نتمسك بانصافنا حين نعثر عليهم
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما سفر
ده البعد ذنب كبير لا يغتفر
ليه يا حبيبتي ما بيننا دايما بحور
أعدي بحر ألاقي غيره اتحفر
عجبي !!!

اننا تمر بنا احداث توثر علينا و على تصرفاتنا و ردود افعلنا و ما يسعدنا و ما يغضبنا
,قد ننسى الاحدث و لكن اثرها يبقى ,هى تؤثر فى النماذج التى ننجزب اليها او ننفر منها

و لهذا قد نجد احيانا بعض التصرفات ليس لها تفسيراً ( ظاهراً ) لكنها ولا شك لها اسباب .
احيانا لا يمكننا تفسير انجذابنا إلى شخص ,أو نفورنا منه ؟

ارتياحنا لصحبة شخص و ارتياحنا لبعد آخر؟.
نحس أن:
 ( بعض الناس ينيرون المكان بحضورهم , والبعض ينورن المكان بانصرافهم )

عندما طلب الوليد بن عبد الملك أن يرى المرأة التى يكاد أن يقتل من اجلها حبيبها- و هو كثير- عزة أو قيس- لبنى - ,
وكأنها قرأت فى عين الخليفة ( على ايه يعنى عامل فى نفسه كده)

فقالت له : ( انه يرانى بعنينان ليست لك).

قد يعجب رجل بالمرأة قوية الشخصية , لان فيها من خصال امه ,
, قد يخشى آخر المرأة من المرأة القوية لانها تذكرة بمدرسة الرياضيات فى المدرسة الاعدادى.

وقد تعجب امرأة بشخص فيه من صفات ابيها , او من صفات شخص تحبه و تعتز به ,
وكذلك :قد ينفر الانسان من شخص بملامح معينه أو صفات معينة ,لانه يذكره بانسان غير مرغوب فيه.


الا اننا كثيرا ما نضفى على من نحب صفات و خصال من وحى خيالنا ,
من نحبه نجعل منه ملاك , ومن نغضب منه , نجعل منه ابو جهل فى الافلام العربى.

صحيح كثيرا ما تكون ( مرآة الحب عمياء ) ,
بمعنى اصح ( و عين الرضى عن كل عيب كليلة ....و عين السخط تبدى المساوئ)

لكن علينا أن نستعد أن نتقبل من نحبهم على أنهم بشر , فيهم ما نحب ,و فيهم ما لا نحب من الصفات , المهم بالاغلب.

اذا كان الاغلب مما نحبه و نتقبله , علينا ان نتمسك به , نحافظ عليه
أننا كما قيل نميل ( لغرض التبسيط ) ان نجعل الناس قوالب, كل منا لديه عدد معين من القوالب لاشخاص تعامل معهم فى حياته يريد أن يضع من يتعرف عليه فى احد هذه القوالب,

فلان مثل فلان الذى لا احبه , وفلانه مثل فلانة التى كنت معجب بها فى اول سنة فى الجامعة , و الأن هى تزوجت و ابنها من اعز اصدقائى.

الحقيقة انه :كما ان كل اصبع من اصابع يد كل واحد من البشر متفرد بذاته, حالة لا و لن تتكرر ,كذلك كل انسان هو تكوين بذاته, ومختلف عن اى شخص عرفناه ,

قد يتشابه الناس فى بعض الصفات و التصرفات ,
لكن لا تناسخ , لا تكرار,

الا انه لكى نتقبل الآخر ( و خاصة من نحب ) لانهم ليسوا دائما صورة رسمناها فى الخيال و مطلوب منهم ان يتمثلوها  و لكنهم ذواتهم لا بد ان نقبلهم و نحبهم كما هم طالما ان ما يقربنا منهم اكثر بكثير مما يبعدنا عنهم الا انه توجد بعض الفرضيات التى تسهل علينا ذلك و من الفرضيات الهامة مبدأ:
  • أن الخارطة ليست المنطقة :
( بمعنى أن فهمى أو وجهة نظرى عن موضوع أو انسان ليست هى كامل الحقيقة , بل هى فقط تصورى عن الحقيقة ,
و عليه يجب أن اتقبل أن تصورى قد يطابق أو يخالف الواقع).

لهذا يجب أن نعطى لانفسنا الفرصة للحكم الصحيح على الناس , وبدون انطباعات مسبقة , بدون تسرع .
و الا اتعامل مع وجهة نظرى عن شخص ما على انها حقيقة هى فقط تصور ( يحتمل الخطأ و الصواب)
اتذكر ان لى عيوبا يغفرها الناس و يقبلونى بها , لذا على ان اتقبل ما اعتبره عيوبا فى الآخرين

بعض الناس يتخيل انه ( كما قال كوفى : أنه موجود فى مؤسسة ما لاكتشاف عيوب الآخرين, و نشرها , احيانا يتطور الامر لاختلاقها   ,
وينسى  انه موجود لتغطية واستكمال نواقص الاخرين ,
كما ان الآخرين يقومون بتغطية نواقصه و عيوبه فى العمل ,

لنتقبل شركائنا فى الحياة و العمل كما هم ونركز على حسناتهم بدلا من خطاياهم ,
و قبل ذلك علينا نتقبل ذوتنا كما هى .

نتذكر من اراد زوجة بدون عيوب عاش اعزب .

و كما قلنا :
علينا ان نتمسك بانصافنا حين نعثر عليهم., كى نرى نصفنا الحلو....دائما حلو.عجبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يهمنى ( فضلا لا أمراً اترك تعليق)