الأحد، 30 نوفمبر 2008

دى ستك سوسن

(دى ستك سوسن) :

( دى ستك سوسن جاية تعلمك ازاى تعاملى الرجالة):

عبارة وردت على لسان البطل فى احد الافلام العربية حينما جاء لزوجته التى يحس انها تتعمد التقصير فى حقه, فاحضر لها احدى الفتيات ( سوسن ) لتعلمها كيفة معاملة الازواج المعاملة اللائقة ( على حد قوله) .

كثير من الزوجات لا تحسن معاملة الزوج،
كما ان كثير من الازواج لا يعلمون فن معاملة الزوجات هذه حقيقة؟
لكن الحقيقة الأكبر ان أغلبنا لا يعترف بذلك و لا يقر انه يحتاج إلى أن يتعلم كيفة معاملة شريك حياته,
فقط على العكس يتهم الطرف الآخر فقط بأنه مقصر فى حقه,ينظر إلى ما يعتبره حق له و يتجاهل أن للآخر حقوق।
( ....الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون و اذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون .....) ।الآية।
إن فى البرمجة اللغوية العصبية مبدأ يقول ( إن لكل موضوع ثلاث وجهات نظر : واحدة لى و اخرى للطرف الآخر و الثالثة هى وجهة النظر الحقيقية ) ,إن وجهة نظرنا فى أى موضوع ليست هى الحقيقة بل تصورنا نحن عن الحقيقة؟
و مبدأ آخر يقول ( أن الخارطة ليست المنطقة )
إن من امسك خريطة لبلد معين ليس معناه أنه يحملها بين يديه؟ , لا بد ان نعترف أن هناك اشياء لا ندركها , وهناك حقوق للآخرين علينا ان نحاول اكتشاف تقصيرنا من عدمه؟
إن نموذج ( حمادة عزو ) اصبح منتشر كثيرا بيننا ( زوج أو زوجة أو ابناء ) من يفكر فى نفسه طوال الوقت و هو غير مدرك أو قد يكون مدرك لذلك ( إن كنت تدرى فتلك مصيبة و ان كنت لا تدرى فالمصيبة اعظم)।
إن نظريات النفعية ( القائمة عليها العلمانية ) انتقلت لكل شيئ الا من رحم.

لهذا قد يظهر الحل السوسنى على السطح : طبعا الست ( سوسن ) هى الحلم الذى لم يتحقق فى الزوجة ،
هذا رغم كون الزوجة كانت وربما مازالت هى الحب و الحلم و الامل , رغم كونها لا تخلو من صفات اخرى جميلة و ربما تتفوق على سوسن فى كثير من الصفات بمراحل و باعتراف الرجل نفسه
لكن ايضا لان اغلبنا لا يرى ما حصل عليه , ينظر فقط ما يفتقده ,
فإن كان الرجل يحب خلق أو طريقة تصرف يفتقدها فى شريكته ، وفشل فى اقناعها بالتحلى بها – من اجله –, او كان يبغض طريقة تصرف معينة فشل فى اقناع الشريك الاآخر بالتخلى عنها،
من منطلق إن كثير من الناس لا يحب أن يستمع لاى نقد ( على طريقة كله تمام يا ريس)
و لإن اغلبنا يرفض الاعترافنا باننا بشر و ان من طبيعة البشر أنهم يحسنون و يسئون ،
لكن مع ذلك لا نقبل الاعتراف باخطاءنا ؟
لا يهم أن يكون الطرف الآخر يتضايق من اسلوب أو تصرف ما ( مش مهم اللى يتضايق يشرب م..., المهم الا يخبرنى بذلك ؟ )على طريقة دفن النعام لرأسه فى الرمال حتى لا يرى الخطر المحدق به كما يتهم( مسكين النعام).

لذا قد يتجه البعض إلى السوسن كحل متاح : فتكون سوسن هى تحقيق الحلم الذى افتقده فى شريكته :لا يشترط أن تكون سوسن هى: الجميلة أو الرشيقة ,
يمكن أن تكون الذكية اذا كانت زوجته سيئة التصرف تفتقد إلى الحكمة فى افعالها و اقوالها و ردود افعالها , بل احيانا تكون سوسن هى محدودة الذكاء اذا احس بأن زوجته تتذاكى اكثر من اللازم؟
( ملحوظة هناك دراسة لا ادرى مدى علميتها تربط بين الشقراوات و البلاهة و تفسر انجذاب الرجال - عدد كبير منهم - للشقراوات باعتبراره انجذاب للبلاهة و محدودية التفكير و العجز مما يعطى بعض الرجال الاحساس بالتفوق , يعتبرون ذلك سر جاذبية ( مارلين مونرو) ...مجرد كلام)

و على هذا فإن توصيف سوسن يختلف من حالة إلى أخرى
لكننى اكاد اجزم بأن الاعم أن تكون الودودة و اللطيفة الحانية ؟, فى زمان هجر الناس افلام امينة رزق لما فيها من نكد , سعوا إلى افلام تافهة لمجرد محاولة الحصول على الابتسامة
لهذا فإن اول و اهم مواصفات ( سوسن ) أنها ليست نكدية
قد يكون ذلك تفسير فى أن كل اعلانات الزواج ( يمكن ان يشترط العمر أو المهنة أو مستوى الجمال ,و قد لا يشترط الشرط المتكرر بطريقة شبه دائمة .......( مرحة) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حتى أننى لا اجد تفسير علمى دقيق لتلك الكلمة هل المقصود زوجة تحكى نكات دائما مثلا .....؟

و عليه ( السوسنة ) قد تنطبق على فكرة : زوجة ثانية - ذكريات حب قديم أو حتى قصيدة قى الخيال ،
إنها ليست المستحيل الرابع , لكنها تفسر و تحقيق حلم ما ।
إن افضل من ذلك و قبل الوصول لمرحلة الهروب من الواقع المرفوض إلى الخيال و الحلم الذى لم و لن يتحقق , و بدلا من أن يعيش كل منا ازدواجية الحياة : واقع يرفضه و لا يحاول أن يغيره ، وخيال غير قابل للتحقيق لكنه يصنعه كما يحب ؛


و على الجانب الآخر : إن كثير من النساء تحلم بان يصبح زوجها مثل ( مهند) بطل المسلسل التركى ,
تبحث عن ان تعيش رومنانسية افلام حسين صدقى ,، رغم أن كثير من الشرقين يعتبر الرومانسية لا تتناسب و الرجولة ؟

الزوجة على حسب تفهمها : قد تكتفى برومانسية الافعال ؟ التى يفضلها الرجل الشرقى ( إن وجدت),
فحرص الرجل على توفير الحياة الكريمة لبيته يعتبرها رومانسية بطريقته, كذلك حرصه على زوجته و اولاده يعتبره تعبير عن الرومانسية ( كل واحد حر فى موزه),
وقد تطالب برومانسية الاقوال حتى و لو جاءت التصرفات عكس ذلك ( (يردد احبك عند الصباح ....يردد احبك عند المساء).
وقد ظهر ذلك قبل سونامى (مهند) فى الاقبال النسائى على قصائد ( كاظم الساهر) فى وقت قد ترى أن زوجها غير رومانسى بالمرة ؟

لكن هل يمكن أن نلتقى فى مكان وسط :أن نعطى الاثنين معا و نقبل باهمية الاثنين معا : رومانسية الافعال و قليل من الاقوال و نقبل بهما معا ।

إن اغلب الزوجات كنت كانت (سوسن ) سابقا أو على الاقل حاولت أن تكون كذالك ( طبعا قبل الزواج) ( و الذكيات فقط ) منهن تحاول الحفاظ على نفس المكانة بعد الزواج
, كما كثير من الازواج كان رومانسى فى فترة الخطوبة يحضر الورود و العطور و الدباديب و يحفظ الاشعار؟

لكن الغالبية العظمى من الزوجات و الازواج يعتبرون الزواج آخر المعارك و يعتبر أن من واجب الطرف الآخر أن يتحمل؟
تنسى أنها قبل الزواج لو كشفت لزوجها عن ( البوز ) الذى قد يراه كثيرا بعد عودته من عناء العمل ، لاحجم عمره عن الزواج و ظل راهبا فى محراب العزوبية يقول على المتزوجين : ( الحمد لله الذى عافانى مما ابتلاكم به و فضلنى على كثيرا ممن خلق تفضيلا)
( و كأنه الرجل عندما فكر أن يتزوج , كان قد مل السعادة و اشتاق إلى بعض الاحزان -باختياره -؛ و قال أننى اريد أن اتحمل صحبة شخص يسعى لتنغيص حياتى ...و يكون من واجبى رغم ذلك أن اسعى لارضاؤه –(... تلك اذا قسمة ضيزى...)

وكذلك فإن كثير من الازواج يتعامل فى المقهى أو العمل بغير الطريقة التى يتعامل بها فى بيته و مع ابناؤه و زوجته،

كما ان الرقة و التهذيب فى طريقة تعامله مع زميلات العمل مثلا ، ليست متوافرة فى الطريقة التى يتعامل بها مع زوجته أو ابنته أو اخته؟


لذا فلكل الباحثين عن سوسن افتراضية قد تكون فى الواقع زهرة القرنبيط

فالحل اذن نبحث عن زهرة سوسن او ياسمن او اى وردة رقيقة جميلة فى شريكنا و نحبث من غطاها و نوقن انها مازالت هناك ,

و لنكن التغير الذى نريد فى هذا العالم .