الخميس، 4 ديسمبر 2008

فتافيت ذكريات


انه يتعامل معها بتحفظ
و فلان اخبره عنها انها متكبرة و مغرورة ،
ولذا هو يتجنب الاقتراب منها و يعاملها ,و يساعدها بحذر,
بعد فترة يكتشف انها غير ما قيل له :يجدها رقيقة و حساسة ,
جذابة , واثقة , قوية الشخصية كما انها ليست مغرورة ,
هى رومانسية تنشد الكمال فى كل ما تفعله مما يضع عليها اعباء اضافية ,يجدها خفيفة الظل ,
رشيقة فى حركتها و مشيتها ،

(تسير على الارض كباليرينا توشك أن ترقص , أو فراشة توشك أن تطير،)

هى طيبة بسيطة, ذكية
باختصار هي فيها كل الصفات التي يتمناها اى انسان ,
فى البداية كانت مجرد زميلة عادية , اسمها كان عادياً , صوتها كان عاديا ,
بعد فترة كل شيئ اختلف : جمالها الهادئ الرقيق :اصبح جمالا غير عاديا بل اصبحت اجمل امرأة فى الكون ،
صوتها صار اجمل الاصوات بالنسبة له ,
اسمها صار احب الاسماء ,

رأها سامية فى تصرفاتها و اخلاقها , صادقة فى مشاعرها : بنبأه وجهها و عيناها بكل ما فى قلبها,
هى انثى كاملة الانوثة بل هى كما قال العقاد عن حبيبته ( فى رواية سارة):
(هى انثى و نصف انثى ),
و لكنها طفلة فى براءتها ردود افعالها وصفاء احساسها و مشاعرها و حتى فى غضبها

باختصار إنها امرأة استثنائية فى كل شئ انسانة استثنائية,
فى كلماتها , لفتاتها , همساتها , و ابتساماتها العذبة الرقيقة ,
وجد انه يتصنع الاسباب حتى يبقى بقربها ,
( كم جئت ليلى باسباب ملفقة ,..... وما اكثر اسبابي و علاتي)
--
لقد اصبح فى حالة اعجاب دائم بها :
----
لـــم اعـــد داريا إلـى أيــن اذهب ..........كـــــل يــوم احـــس انــك أقـــــــرب
قد تسربت فى مســـامـــات جلــدى........... مثلمـــا قطـــرة النــــدى تتســـرب
اعتيــادى على غيــــابك صعــب............ واعتيادى على حضــورك اصعـــب
كم انا ...كــــم انا احبك ............حتى إن نفســـــى من نفسهـــا تتعجــــــب
يسكن الشعر فى حدائق عينيك ............فلولا عينـــــاك لا شـــعر يكـتــــب
اتمنى ....لو كنــت بؤبؤ عينــى ......اتـــرانى طلبــت مـــــا ليس يطلـــب؟
-----
هذا من جانبه ,
اما من جانبها هى لا تبادله نفس الاعجاب , تتعامل معه كأخ و صديق فقط , قد تكون شعرت ببعض الاهتمام الزائد من جانبه تجاهها , وفسرته على انه كرم اخلاق منه فقط لا غير .
و ازاء رد فعلها ,بدأ ينتبه هو الى انه اعجاب من طرف واحد ,
و حاول أن يذكر نفسه دائما انها يجب ان تعامل كاخت له
,و يكتفى بها طيف و حلم لم يكتمل,
و يخفى مشاعره تجاهها و يحتفظ بها فقط كذكرى جميلة,
الا انه يود أن يبقى دائما على علاقة صداقة و زمالة تربطه معها
هو على استعداد أن يقدم لها اى مساعدة تحتاجها فى اى وقت
, فضلا عن انه يحمل لها كل الامانى الطيبة ,
---
و يقرر التالى:
لا بد أن يقتل حبى
فلا بد ان احفظ امسى
و لابد ان ارفع رأسى
و قلبى أبىُ لن يرضى حزنا او بؤسِ
اتركنى لنارى اخمدها و اصبر نفسى
ااقول ..احبك
كيف؟.....افافضح نفسى ؟
أأقول اعشق رؤياك و ان كانت خلس
أأقول اراك لجوارى فى ليلة عرسِ
بغصون الشجر ...بجوار القمر احلم بالعش
أواة احبك يا أملى فما بال الحس
و الحب بنبضى هدار يصبحنى و يمسى
ايمان يملأ وجدانى ينطق بالاسم
احبك ابدا لا انكر و كفى به اثم
____________
( أيمن البرى)
يحاول ان يأخذ بنصيحة فيروز :
( ياحبيبى الهوي مشاوير و قصص الهوى مثل العصافير , لا تحزن يا حبيبى أذا طارت العصافير).

يقرر أن يعتبر حلمه , عصفور جميل و طار العصفور ,
انه معجب بها ,يخشى أن يحبها ويتعلق بها اكثر
فيتعمد الابتعاد عنها مسافة , كأنه فى كل مرة يكلمها يقول لها فى صمت :

هل تسمعين أشواقي عندما أكون صامتاً ؟
إن الصمت يا سيدتي هو أقوى أسلحتي...

إنه يتذكر مقولة نزار :
( و اكثر ما يزعجنى فى تاريخى اننى تعاملت معك كأستاذ جامعى يخشى أن يظهر اعجابه بتلميذته حتى لا يخسر شرفه المهنى)

لكنه لم يستطع الا ان يكون ذلك الاستاذ
و يحتفظ فى نفسه بفتافيت الذكريات

لا احد يقبل أن يغامر بالسفر فى رحلة الحياة مع رفيق غير متأكد من مدى تمسكه باكمال الرحلة معه.

To love means: no thing
To be loved means: some thing
To love and be loved: It is every thing

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

الحكاية و الحلم




لنتفق على أن القصة لها تأثير كبير فى تشكيل قناعاتنا و قيمنا,
هى تصوير لمبدأ او لرؤية 
و هى اداة لتربية و تقويم السلوك 


لذا يجب ان نعترف بالجريمة التى تتم من خلال افلام الكارتون التى لا تقدم قيمة و لا خلق


فالقصة سواء ( حكاية - رواية - فيلم كارتون - او  فيلم عادى ) ان صيغت بحرفية استطاعت ان ترسل رسائل محددة قد تغير فى القناعات و بالتالى فى السلوك و التصرفات  .
,
علينا كذلك أن نعترف بأن قصص الحب التى نقراها , أو ما يمر به المقربون منا من تجارب ,أو حتى الافلام العربى تؤثر علينا و على تصوراتنا ورؤيتنا للحقيقة

و كثيرا ما تشوه لنا الحقائق,
 مثل أن جعلت الافلام العربى الجامعة هى فى الاساس : الكافتيريا   ،
و أنها مكان فقط للتعارف بين الشباب و البنات ,
و أن آخر شيئ فيها هو العلم.

كذلك توجد دراسة عن تأثير ( توم و جيرى )على الاطفال: حيث يتقمص الاطفال شخصية الفأر وذلك فى محاولة للسخرية و التمرد على الكبار ,

و مثل ذلك  توجد دراسة مماثلة عن( سندريلا): و كيف أنها تجعل من الفتاة تنتظر الامير ,و ان كل مؤهلاتها فقط انها جميلة فيعجب بها الامير و يتزوجها و يأخذها لتعيش معه فى تبات و نبات ,
( اذن ماذا تفعل البنت التى قدر لها حظا اقل من الجمال؟, وكيف لنا أن نوفر200 مليون امير لكل بنت فى العالم العربى),

باختصار كما قال نيزار ( قصص الهوى قد افسدتك .....فكلها غيبوبة خرافة و خيال)

و كما قال فى موضع آخر ( سيدتى و تحلمين و تحلمين بعبد شديد الغباء..... يردد الشعر صباح مساء)

و طبعا العبد هو الزوج و تكتشف الزوجة ( الحبيبة سابقا ) أنه بعد الزواج يصاب (بالخرس المنزلى) )

هى قد شاهدت تصرفات تتم فى كثير من الافلام العربية و هى تتوقع ان تكون هى بطلة احد الافلام و يتقمص زوجها شخصية البطل , 

الا انه لا يأتي بالزهور كل يوم وهو عائد من العمل ( كما ترى فى الافلام العربى ),
وايضا لا يأتى بالمجوهرات و العطور بدون مناسبة ,

و انه لا يتذكر كل تفاصيل الخطوبة كل يوم من ايام السنة ,
و تتعجب انه لا يتذكر عيد ميلاد حماته ,و دكتورة الولادة التى اخرجت للدنيا زوجته و حبيبته؟

تفكر فى كل هذا و بالتالى تصاب بخيبة الامل ,

لان الاحباط لا نشعر به من مقدار ما حصلنا عليه,
و لكن نشعر به بقدر الفرق بين ما حصلنا عليه وبين توقعاتنا

( حتى و ان كان ما حصلنا عليه كبير و عظيم )
علينا ان نعترف بتأثير الاعلام علينا

و لكن فى الوقت نفسه لا يجب  نأخذ كل ما نشاهده على انه حيقيقة و يطلب كل منا من زوجته ان تكون طول الوقت مثل نانسى عجرم,

 و لا تطلب المرأة من زوجها ان يكون حافظ لكل قصائد نزار قبانى و ناجى
ان سندريلا و الشاطر حسن هى احلامنا الجميلة

لكننا لا بد ان ننظر إلى لحظاتنا الخاصة و تضحياتنا و تضحيات الآخرين من اجلنا على انها شيئ رائع و هى خاصة تصنع تاريخنا ,

 قد لا تكون ملونة كالروايات و الافلام , لكنها بلا شك قيمة و غالية لانها مجوهراتنا الحقيقية و ليست المزيفة

– فلنقدرها و ليحى كل منا و يعبر عن حبه لمن يحب على طريقته فقط يخبره انه يحبه فعلا , 
و يتأكد ان رسالته قد وصلت
يقولها مع او بدون ( ذهب او مجوهرات او ورود ) فقط تكفى كلمة او وردة او نظرة 
شكرا لانك صرت حبيبتى و شريكتى 
شكرا لانك صرت حبيبى و شريكى 





جوهر الدين و مظاهر التدين

كثيرا ما كنت اتساءل عن حالة الغلظة التي تعانى منها شعوبنا بدرجات متفاوته,
و فى مصر بالذات معظم الناس صاروا انصاف مجانين فالكثيرين على استعداد للمشاجرة لاتفه الاسباب و فى الاغلب بدون سبب على الاطلاق,

الصورة القديمة عن المصري الودود , المبتسم , المحسن لجاره و لمن حوله اصبحت تتلاشى شيئا فشيئا,
لا ترى فى الشوارع الا الكثير من العبس , كثير من القبح فى الاخلاق و المعاملات فضلا عن الالفاظ.

ارحام تقطع , طلاق , مشاجرات بين الجيران و فى الاماكن العامة .

شيئ ما يحدث فى مصر منذ اكثر من ثلاثين عاما قلب منظومة القيم , رفع راية القبح فى كل موقع ,

كما قال ( الطبيب النفسى الراحل د/ عادل صادق) : اذا كان فى مصر عدد السكان 70 مليون منهم 60 مليون ينزلون إلى الشارع( ينكدون على بعضهم البعض ) و كأن النكد صار هدف فى حد ذاته,

لعلى هنا لا ارصد الاسباب رصدا اكاديميا لانه ليس المجال, و هو متروك لعلماء الاجتماع لتفسير ما يحدث , لكنها مجرد ملاحظة : قد نجد تبرير للتغيرات السلبية فى المجتمع نتيجة المشكلات السياسية و الاقتصادية , و ما نتج عنها من مشكلات اجتماعية عدة ,
, لكن الكارثة أنها ليست مجرد ظاهرة وأنما العنف و الغلظة و سوء الخلق اصبحت كلها ثقافة عامة ؟.

هناك مقولة :( تذائب قبل أن تأكلك الذئاب ) هل فعلا لا بد ان نصبح قطعان من الذئاب لكى نحيا , ما احقرها حياة , ما اهون ان نتركها غير آسفين على حياة الذئاب,

إن البعد عن الدين يفاقم المشكلة ,و يؤسس لما يسمى بثقافة الزحام و حين تصبح التصرفات خارجة عن حدود الدين و الضمير فلا احد يمكنه أن يتنبأ بحدود المشكلة
, لكن المؤسف أن تمتد الظاهرة فى صفوف المتدينين ,أن يصبح الدين شكلا , لباسا طقوسا و فقط؟
لقد اقمنا مظاهر التدين و هدمنا معنى الدين ,
قد تجد كثير من الغلظة فى الامر بالمعروف و النهى عن المنكر فى داخل المساجد , من المتدينين , حتى فى توجيه الاطفال فى المساجد بما ينفر , فى تصيد الاخطاء و الزلات,
دولة مثل مصر تنفق ما يوازى 8 مليار على مظاهر الوفاة (اعلانات نعى فى الجرائد و اماكن العزاء و مقرئين اضافة إلى قيام البعض بتصوير الجنازات على شرائط فيديو ....), بالطبع المصروف على مظاهر الافراح و الاعراس اكبر من ذلك , فهل يصح كل ذلك فى بلد يعيش اكثر من 45% من سكانها تحت خط الفقر ؟
هل التصرف بهذه الطريقة ضد او مع تعاليم الدين؟
هل عمر بن الخطاب عندما طلب من الاشخاص الذين يأكلون اللحم عدة مرات فى الاسبوع ان يتصدقوا بثمن اللحم ليوم واحد على الفقراء هو من أو خارج عن نطاق ما امر به الدين ؟ .
هل ان يكون متوسط انتاج العامل أو الموظف المصرى ( فى حدود 30 دقيقة يوميا ) هو مع او ضد تعاليم الدين ,
و رسول الله ( ص) اخبر عن اليد التى تعمل انها يد يحبها الله و رسوله ،انه من بات كالا من عمل يده بات مغفورا له ,
ان قول الرسول الكريم ( ص) : ( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) يتنافى مع ما نراه من انتشار مظاهر التدين و انتشار سوء الاخلاق و حدة الطباع ؟


الشيخ الغزالى له كلام رائع فى كتابه ( خلق المسلم ) يقول فيه (العبادات التى شرعت فى الاسلام و اعتبرت اركانا فى الايمان به ليست طقوس من النوع الذى يربط الانسان بالغيوب المجهولة ،
ويكلفه باداء اعمال غامضة و حركات لا معنى لها ،
كلا فالفرائض هى تمارين متكررة لتعويد المرء أن يحيا باخلاق صحيحة
, ان يظل متمسكا بهذه الاخلاق مهما تغيرت الظروف...)

تذكرت كلمة الامام / محمد عبده فى زيارة له إلى اوروبا اوائل القرن السابق:
( رأيت اسلاما بلا مسلمين و هنا مسلمون بلا اسلام )،
هناك كلام كثير للشيخ / محمد الغزالى عن الاخلاق و العبادات :
(ان من لم تؤثر عليه العبادات و تهذب اخلاقه و تعاملاته و تذيل العنف و القسوة من تصرفاته و تضع مكانهما اللين و الرفق فهو لم يحقق اى فائدة من ممارسة العبادة )
(إن العدل ليس موجود فى نص القانون و لكنه موجود فى ضمير القاضى)
كذلك جوهر التدين هو حسن الخلق،
لا يشفع لمن ساء خلقه كثرة صلاة و صيام او الامساك بمسبحة انيقة بين الاصابع
( انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق).

الحصول على العنب و محاولة قتل الناطور

الحصول على العنب و محاولة قتل الناطور:

    فى تبسيط سريع للفرق بين الادارة و القيادة (عمل نصف المخ الايسر و الايمن) القيادة هى الرؤية والاهداف و الغايات و الادارة هى ادارة التفاصيل التى مفترض انها فى النهاية تحقق الاهداف والغايات ,

    اذا انعدمت الرؤية و لم يتم ادراك الهدف الحقيقى الذى يتحرك الفريق او الشخص من اجله اصبحت الادارة بلا جدوى

    انه يشغل نفسه برسم الخطط لقتل الناطور( الحارس ) فى حين انه نسى ان الهدف الحقيقى هو الحصول على العنب

    قد ينجح الفريق اخيرا فى قتل الناطور ,و لكنه لم يحقق الهدف الاساس ( الحصول على العنب ) ,

    و هذا للاسف هو الغالب فى اسلوبنا فى الادارة ( غياب القيادة و الروية و عدم التركيز على الاهداف الاساسية )

    اننا قد ننجح فى قطع الاشجار و نخطئ فى تحديد الغابة المطلوب قطع اشجارها ؟

    اننا نشغل انفسنا و نضيع حياتنا بالبحث و محاولة تحقيق اهداف غير حقيقية

    ( ابتغ فيما اتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا ) و نحن نحاول الحصول على الدنيا باستخدام الوسائل الخاطئة

    فلا نحن حصلنا على الدنيا و لا حافظنا على الدين.

    ارضاء الناس و رضا الله

    ارضاء الناس و رضا الله:

      كلنا نعلم الاحاديث التى تشدد و تحذرنا من ان نشترى رضاء الناس ( و هى غاية لا تدرك) بسخط الله و اننا خلقنا لنبحث عن رضاء الله و نسعى اليه حتى و لو كان فى ظاهره اغضاب لبعض الناس.

      نعلم من معلومات بسيطة فى تحليل الشخصيات ان هناك بعض الشخصيات تسعى لان تكون مقبولة و تحب رضاء من حولها مهما كان الثمن , حتى و لو كان ذلك على حساب مصلحة مباشرة لها ( مبدأ النفع للآخرين و الضرر للذات) و هى بالمناسبة شخصية لا تصلح أن تكون فى القيادة ,بل هى فى القيادة تكون اسوء من شخصية ( النفع للذات و الضرر للآخرين).

      لكن الامر لا يتوقف عند ذلك الحد إن الرسول (ص) قد اخبرنا بان من شرار الناس( من يبيع آخرته بدنيا غيره)

      ان الله قد اودع فينا سرا عظيما ( هو صوت الله فى نفس الانسان ) هو البوصلة التى تتجه دائما للشمال الاخلاقي ,هو الميزان الذى يعرفنا الفرق بين ما هو عدل و ظلم ,بين ما هو جميل و قبيح فى تصرفاتنا ,و فيما نراه و نسمعه إنه ( الضمير )

      (انها الشعلة التى يجب ان نحرص دائما على ان نجعلها مضيئة) , لكن اذا استطعنا ان نغطى على صوتها بصوت (الانا المستبدة)فقد ركبنا اول الزلاجة إلى الهاوية و علينا ان نستعد للهبوط و نحن فى غاية السعادة؟

      عندها يمكن ان نفعل و نقول ما يخالف الاخلاق و الشرع و الدين وحتى و نحن نتحدث باسم الاخلاق و الشرع و الدين ,

      لا يجب ان ينصر الباطل من هو مفترض فيه ان يكون نصيرا للحق؟

      (يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء و لو على انفسكم او الوالدين و الاقربين )...الاية

      ( و لا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى) ...الاية

      ( و اذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل..) ...الاية

      ان النتيجة الطبيعية لتقديم الهوى على الحق ( سواء لمصلحة ما , او حتى لكسب رضاء الاخرين , او مجاملة لمن لا ينفع رضاهم فى الدنيا عنا يوم القيامة ,بل على العكس ان لم تكن هناك توبة سيكونوا لنا اعداء ),

      ان ابسط ما فيها :خسارة احترام و تقدير من حولنا حتى من حاولنا ان نلوى الحقائق لننصرهم بالباطل او مجاملة لاهوائهم,( قد يستفيد شخص من انسان و لكنه يحتقره لسوء خلقه؟..)

      ولكن اقسى النتائج تكون فقدان الانسان احترامه لنفسه ( ماذا يجدى ان تكسب العالم و تخسر نفسك ).

      _______________

      الأحد، 30 نوفمبر 2008

      دى ستك سوسن

      (دى ستك سوسن) :

      ( دى ستك سوسن جاية تعلمك ازاى تعاملى الرجالة):

      عبارة وردت على لسان البطل فى احد الافلام العربية حينما جاء لزوجته التى يحس انها تتعمد التقصير فى حقه, فاحضر لها احدى الفتيات ( سوسن ) لتعلمها كيفة معاملة الازواج المعاملة اللائقة ( على حد قوله) .

      كثير من الزوجات لا تحسن معاملة الزوج،
      كما ان كثير من الازواج لا يعلمون فن معاملة الزوجات هذه حقيقة؟
      لكن الحقيقة الأكبر ان أغلبنا لا يعترف بذلك و لا يقر انه يحتاج إلى أن يتعلم كيفة معاملة شريك حياته,
      فقط على العكس يتهم الطرف الآخر فقط بأنه مقصر فى حقه,ينظر إلى ما يعتبره حق له و يتجاهل أن للآخر حقوق।
      ( ....الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون و اذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون .....) ।الآية।
      إن فى البرمجة اللغوية العصبية مبدأ يقول ( إن لكل موضوع ثلاث وجهات نظر : واحدة لى و اخرى للطرف الآخر و الثالثة هى وجهة النظر الحقيقية ) ,إن وجهة نظرنا فى أى موضوع ليست هى الحقيقة بل تصورنا نحن عن الحقيقة؟
      و مبدأ آخر يقول ( أن الخارطة ليست المنطقة )
      إن من امسك خريطة لبلد معين ليس معناه أنه يحملها بين يديه؟ , لا بد ان نعترف أن هناك اشياء لا ندركها , وهناك حقوق للآخرين علينا ان نحاول اكتشاف تقصيرنا من عدمه؟
      إن نموذج ( حمادة عزو ) اصبح منتشر كثيرا بيننا ( زوج أو زوجة أو ابناء ) من يفكر فى نفسه طوال الوقت و هو غير مدرك أو قد يكون مدرك لذلك ( إن كنت تدرى فتلك مصيبة و ان كنت لا تدرى فالمصيبة اعظم)।
      إن نظريات النفعية ( القائمة عليها العلمانية ) انتقلت لكل شيئ الا من رحم.

      لهذا قد يظهر الحل السوسنى على السطح : طبعا الست ( سوسن ) هى الحلم الذى لم يتحقق فى الزوجة ،
      هذا رغم كون الزوجة كانت وربما مازالت هى الحب و الحلم و الامل , رغم كونها لا تخلو من صفات اخرى جميلة و ربما تتفوق على سوسن فى كثير من الصفات بمراحل و باعتراف الرجل نفسه
      لكن ايضا لان اغلبنا لا يرى ما حصل عليه , ينظر فقط ما يفتقده ,
      فإن كان الرجل يحب خلق أو طريقة تصرف يفتقدها فى شريكته ، وفشل فى اقناعها بالتحلى بها – من اجله –, او كان يبغض طريقة تصرف معينة فشل فى اقناع الشريك الاآخر بالتخلى عنها،
      من منطلق إن كثير من الناس لا يحب أن يستمع لاى نقد ( على طريقة كله تمام يا ريس)
      و لإن اغلبنا يرفض الاعترافنا باننا بشر و ان من طبيعة البشر أنهم يحسنون و يسئون ،
      لكن مع ذلك لا نقبل الاعتراف باخطاءنا ؟
      لا يهم أن يكون الطرف الآخر يتضايق من اسلوب أو تصرف ما ( مش مهم اللى يتضايق يشرب م..., المهم الا يخبرنى بذلك ؟ )على طريقة دفن النعام لرأسه فى الرمال حتى لا يرى الخطر المحدق به كما يتهم( مسكين النعام).

      لذا قد يتجه البعض إلى السوسن كحل متاح : فتكون سوسن هى تحقيق الحلم الذى افتقده فى شريكته :لا يشترط أن تكون سوسن هى: الجميلة أو الرشيقة ,
      يمكن أن تكون الذكية اذا كانت زوجته سيئة التصرف تفتقد إلى الحكمة فى افعالها و اقوالها و ردود افعالها , بل احيانا تكون سوسن هى محدودة الذكاء اذا احس بأن زوجته تتذاكى اكثر من اللازم؟
      ( ملحوظة هناك دراسة لا ادرى مدى علميتها تربط بين الشقراوات و البلاهة و تفسر انجذاب الرجال - عدد كبير منهم - للشقراوات باعتبراره انجذاب للبلاهة و محدودية التفكير و العجز مما يعطى بعض الرجال الاحساس بالتفوق , يعتبرون ذلك سر جاذبية ( مارلين مونرو) ...مجرد كلام)

      و على هذا فإن توصيف سوسن يختلف من حالة إلى أخرى
      لكننى اكاد اجزم بأن الاعم أن تكون الودودة و اللطيفة الحانية ؟, فى زمان هجر الناس افلام امينة رزق لما فيها من نكد , سعوا إلى افلام تافهة لمجرد محاولة الحصول على الابتسامة
      لهذا فإن اول و اهم مواصفات ( سوسن ) أنها ليست نكدية
      قد يكون ذلك تفسير فى أن كل اعلانات الزواج ( يمكن ان يشترط العمر أو المهنة أو مستوى الجمال ,و قد لا يشترط الشرط المتكرر بطريقة شبه دائمة .......( مرحة) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

      حتى أننى لا اجد تفسير علمى دقيق لتلك الكلمة هل المقصود زوجة تحكى نكات دائما مثلا .....؟

      و عليه ( السوسنة ) قد تنطبق على فكرة : زوجة ثانية - ذكريات حب قديم أو حتى قصيدة قى الخيال ،
      إنها ليست المستحيل الرابع , لكنها تفسر و تحقيق حلم ما ।
      إن افضل من ذلك و قبل الوصول لمرحلة الهروب من الواقع المرفوض إلى الخيال و الحلم الذى لم و لن يتحقق , و بدلا من أن يعيش كل منا ازدواجية الحياة : واقع يرفضه و لا يحاول أن يغيره ، وخيال غير قابل للتحقيق لكنه يصنعه كما يحب ؛


      و على الجانب الآخر : إن كثير من النساء تحلم بان يصبح زوجها مثل ( مهند) بطل المسلسل التركى ,
      تبحث عن ان تعيش رومنانسية افلام حسين صدقى ,، رغم أن كثير من الشرقين يعتبر الرومانسية لا تتناسب و الرجولة ؟

      الزوجة على حسب تفهمها : قد تكتفى برومانسية الافعال ؟ التى يفضلها الرجل الشرقى ( إن وجدت),
      فحرص الرجل على توفير الحياة الكريمة لبيته يعتبرها رومانسية بطريقته, كذلك حرصه على زوجته و اولاده يعتبره تعبير عن الرومانسية ( كل واحد حر فى موزه),
      وقد تطالب برومانسية الاقوال حتى و لو جاءت التصرفات عكس ذلك ( (يردد احبك عند الصباح ....يردد احبك عند المساء).
      وقد ظهر ذلك قبل سونامى (مهند) فى الاقبال النسائى على قصائد ( كاظم الساهر) فى وقت قد ترى أن زوجها غير رومانسى بالمرة ؟

      لكن هل يمكن أن نلتقى فى مكان وسط :أن نعطى الاثنين معا و نقبل باهمية الاثنين معا : رومانسية الافعال و قليل من الاقوال و نقبل بهما معا ।

      إن اغلب الزوجات كنت كانت (سوسن ) سابقا أو على الاقل حاولت أن تكون كذالك ( طبعا قبل الزواج) ( و الذكيات فقط ) منهن تحاول الحفاظ على نفس المكانة بعد الزواج
      , كما كثير من الازواج كان رومانسى فى فترة الخطوبة يحضر الورود و العطور و الدباديب و يحفظ الاشعار؟

      لكن الغالبية العظمى من الزوجات و الازواج يعتبرون الزواج آخر المعارك و يعتبر أن من واجب الطرف الآخر أن يتحمل؟
      تنسى أنها قبل الزواج لو كشفت لزوجها عن ( البوز ) الذى قد يراه كثيرا بعد عودته من عناء العمل ، لاحجم عمره عن الزواج و ظل راهبا فى محراب العزوبية يقول على المتزوجين : ( الحمد لله الذى عافانى مما ابتلاكم به و فضلنى على كثيرا ممن خلق تفضيلا)
      ( و كأنه الرجل عندما فكر أن يتزوج , كان قد مل السعادة و اشتاق إلى بعض الاحزان -باختياره -؛ و قال أننى اريد أن اتحمل صحبة شخص يسعى لتنغيص حياتى ...و يكون من واجبى رغم ذلك أن اسعى لارضاؤه –(... تلك اذا قسمة ضيزى...)

      وكذلك فإن كثير من الازواج يتعامل فى المقهى أو العمل بغير الطريقة التى يتعامل بها فى بيته و مع ابناؤه و زوجته،

      كما ان الرقة و التهذيب فى طريقة تعامله مع زميلات العمل مثلا ، ليست متوافرة فى الطريقة التى يتعامل بها مع زوجته أو ابنته أو اخته؟


      لذا فلكل الباحثين عن سوسن افتراضية قد تكون فى الواقع زهرة القرنبيط

      فالحل اذن نبحث عن زهرة سوسن او ياسمن او اى وردة رقيقة جميلة فى شريكنا و نحبث من غطاها و نوقن انها مازالت هناك ,

      و لنكن التغير الذى نريد فى هذا العالم .

      الاثنين، 2 يونيو 2008

      العاشقون للقمر و الهابطون فوقه

      احيانا تدور برؤسنا افكار قد لا نعلم الرابط بينها و قد لا نعلم المؤثر الذى ادى إلى صعود افكار معينة لتغطى على افكار اخرى اكثر اهمية, لكننا رغم عدم معرفتنا بالاسباب لا نستطيع ان نتجاهل فتافيت الافكار:

      • المتطلعون إلى القمر و الهابطون فوق سطحه:

      احيانا كثيرة تكون الصورة من بعيد مشرقة و مضيئة لكن المفاجئة غير السارة تبدأ كلما اقتربنا و دققنا فى التفاصيل ,و خلعنا عن اعيننا عدسات الانبهار و ما قد تضيفه من الوان على مناظر ليست فى الحقيقة بهذا الزهو و الجمال,

      سفري اعواما جعل المنظر يبدو امامي كمن ينظر إلى القمر من بعيد يعجبه ضوءه ( و ان كان غير ذاتي) يعجب باستدارته , باختصار لا يرى الا كل جمال ورقة و لا يرى فيه اى شيئ غير جميل ,

      لكن عندما تقترب من الناس وتلاحظ تصرفاتهم ,تلاحظ الحفر والفوهات البركانية و الصخور و الجبال التي يرها الهابط فوق القمر

      اناس تتعجب من طريقة تصرفهم و اقوالهم و قبل ذلك تستغرب من تلك المشاعر التى تحملها قلوبهم و الافكار التى تنسكب من عقولهم ,

      حتى انك بعد ان تعرف الحقيقة تتمنى انك لم تكن قد هبطت فوق القمر, و انما ظللت تنظر إليه من بعيد و تتغزل به وبجماله وتحلم به.

      ______________________

      الاثنين، 14 أبريل 2008

      المرعى اخضر و لكن العنزة مريضة

      قرات مقالة للدكتور / عائض القرنى ( اثناء رحلة علاج له فى باريس ) يقارن بين اخلاق و تصرفات انسانية تنبع من اسلوب حضارى وبين ادعاء التدين دون التأثر بخلاق الدين
      انها ) تضع اليد على الجرح الموجود فى واقع المسلمين بين اخلاق المسلمين و تصرفاتهم الفعلية و بين حقيقة الدين و جوهره:
      اترككم مع مقالة الشخ د/ عائض القرنى و هى لا تحتاج الى تعليق اكثر من حاجتها إلى تطبيق:


      أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف،
      و والله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: «ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة»،

      وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر،
      أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة،

      أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة،
      وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى. ولكننا لم نز نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر،

      نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق، وتصحّر في النفوس، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر،

      الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس،
      من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء،
      من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى،
      من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه،
      الشرطي صاحب عبارات مؤذية، الأستاذ جافٍ مع طلابه،

      فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
      المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا.

      في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة،

      وكلما قلت: ما السبب؟ قالوا: الحضارة ترقق الطباع، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف،

      أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا، احترام متبادل عبارات راقية، أساليب حضارية في التعامل، بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا،
      أين منهج القرآن: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن»،
      «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما»،
      «فاصفح الصفح الجميل»،
      «ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير».
      وفي الحديث: «الراحمون يرحمهم الرحمن»،
      و«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»،
      و«لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا».
      عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف، يقول عالم هندي: (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة).

      بارك الله لنا فى امثالك يا دكتور و رد المسلمين إلى حقيقة الدين مردا جميل , لا نريد ان تزيد مظاهر التدين و يقل الدين الحقيقى ,
      تصرفاتنا و اخلاقنا و تعاملاتنا تجعلنا نبدو لانفسنا و للآخرين اقل تحضرا,
      ليس لاننا نفتقر إلى مقومات الحضارة, لكننا لم نأخذ على محمل الجد عمق الدين ,و اتباط الاخلاق بالدين و كونها كجزء لا يتجزء من ثوابته)
      إلى هنا انتهى كلام الدكتور عائض القرنى لكنها نفس الفكرة التى مازال يكررها الشيخ الغزالى فى كثير من كتاباته,।
      هناك فكرة عرضها الشيخ الغزالى للفرق بين واقعنا وواقع الغرب:
      الشيخ الغزالى ( رحمه الله ) كان فى احدى المرات قد قسم الذنوب إلى :
      1. ذنوب جوارح ( الزنا و شرب الخمر...الخ ) .
      2. ذنوب القلوب ( الكبر, اذدراء الآخرين ,بطر الحق, الحسد , الغيبة و النميمة , الكبر.......الخ.)
      هو فى رأيه أن ذنوب القلوب ( و هى المنتشرة عندنا ) اعظم خطراً على المجتمعات من ذنوب الجوارح ( المنتشرة بالغرب ) , لان ذنوب الجوارح -رغم عظمها و خطورتها - ضررها يعود بشكل مباشر على مقترفها , فى حين أن ذنوب القلوب ( الحسد و الغل ) تمتد كالنار التى تمس المجتمع باكمله.
      (الكبر هو بطرالحق و غمط الناس) - رفض الحق و احتقار الناس, لذا كان سبب كافى لحجب مرتكبه عن الجنة حتى يتوب,
      بعض الناس يرى ان فى اعتدائه على حقوق الاخرين محاولة لنيل نصيب اكبر من السعادة ,فى حين أن و احساسنا يالسعادة على قدر مقدرتنا على اسعاد الاخرين و التخفيف من آلامهم , لا ان نكون نحن سببا فى الم جديد لاى مخلوق.
      لا نريد أن :يزيد الحجاب ,والحج و العمرة و اللحية و ....الخ , و يقل التسامح و الرحمة و الحلم و العفو و اغاثة الملهوف...
      يجب أن نرى اثر التدين رحمة فى القلوب و رافة بالضعيف و المخطئ بغير عمد و رقة فى التعامل و تسامح و دماثة فى الاخلاق ,
      إن خير الناس انفعهم للناس كما اخبرنا الرسول ( ص)و اخبرنا كذلك :أن اقربنا إلى الرسول ( ص) مجلسنا احاسننا اخلاقا , الموطئون اكنافا الذين الذين يألفون و يؤلفون.

      الخميس، 13 مارس 2008

      النصف الحلو- ليس النصف بل كل السعادة

      قال أيمن:
      " لذا علينا ان نتمسك بانصافنا حين نعثر عليهم ."

      فوجدتني أسأل نفسي: من هو النصف الآخر؟ كيف تعثر عليه؟ كيف تتأكد أنه هو هو أو أنها هي هي؟




      ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
      وستسأل عنها موج البحر
      وتسأل فيروز الشطآن

      وتجوب بحارا وبحارا
      وتفيض دموعك أنهارا
      وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا أشجارا


      إن العثور على نصفك الآخر الوحيد والمكمل لك تماما ما هو إلا جزء من الأسطورة اليونانية, فلماذا البحث إذاً ولماذا نجهد أنفسنا سعياً وراء سراب لا يمكن الوصول اليه.


      إذا كان الأمر كذلك فهل كل من وجد نصفه الآخر ووجد السعادة في الارتباط به، وهم كثير، مخدوع أم أن كل هؤلاء محظوظون جداً.

      بحسابات الإحصاء والمنطق فإن النتيجة الوحيدة التي وصلت إليها أن هناك أكثر من "نصف " واحد لكل شخص، وإلا لاستحال أن تجده من بين المليارات التي تسكن المعمورة.

      إن البحث عن "النصف الحلو" إنما جزء من البحث الكبير عن السعادة، والذي يشغل كل منا بمستويات مختلفة. وتعريفنا للنصف الآخر إنما هو مرتبط بتعريفنا وبما نطمح إليه من السعادة وبمقدار ما يحققه لنا "النصف الحلو" من السعادة التي ننشدها.

      للسعادة أسباب كثيرة، فكل منا يرى السعادة في عبور حواجز معينة لا يمكن عبورها إلا عبر أبواب محددة، لذا فإننا نبحث دوما عن طرق لفتح أبواب السعادة أو بالأحرى عن مفاتيح لأبواب السعادة.

      إن جوهر بحثنا عن النصف الحلو يكمن في أننا نبحث دوما عن شخص يحمل مفاتيح الأبواب لكل نواحي السعادة التي ننشدها. فكل منا يسعى نحو السعادة عبر باب أو أبواب مختلفة، وكل منا يحمل (أبى أو رضي) مفتاح أو مفاتيح السعادة لشخص آخر (نصف آخر)

      ولأن الكمال لله وحده، ولأن النصف المكمل لك تماماً لا يمكن الوصول إليه (إحصائيا على الأقل) فإن العثور على شخص يحمل كل مفاتيح السعادة التي تنشدها إنما هو ضرب من الخيال.

      إن الحل المنطقي لهذه المعضلة والذي يطبقه كل منا بلا استثناء له ناحيتين مهمتين:
      (1) أننا نحدد ما هو أهم أبواب السعادة التي ننشدها ومن ثم تضييق نطاق البحث،
      (2) و الناحية الأهم هو مدى تقبل واستعداد النصف الآخر للمساعدة في فتح أبواب السعادة معاً. ففي النهاية إنما هي رحلة يشترك فيها النصفان. وفي النهاية إنما هو التعاون الذي يوصلنا جميعاً لأهدافنا.

      في رأيي مثلاً أن أهم باب للسعادة هوالذي يوصلك إلى السعادة الأبدية أو الدائمة، وليس هذه الدنيا الزائلة، وبالتالي فإن أهم أسس السعادة هو مدى استعداد الطرف الآخر للمشاركة في سبيل الوصول للسعادة في الدنيا والآخرة.

      في رأيي مثلاً أن من أهم أبواب السعادة، أن يغمرك شعور لطيف بالتواصل مع النصف الحلو، بل وتتطلع دوما لهذا التواصل لأنك تستطيع أن تقول كل ما تريد وما تشعر به دون خوف أو تحفظ.

      ومهما حاولنا أن نفسر أو نفلسف هذه الأمور تبقى حقيقة واحدة، أنه لا توجد ثوابت، فلا أستطيع أن أفسر مثلا لماذا أهتم بشخص ما وأجد سعادتي بقربه والارتباط به. التفسير الوحيد هو في الاقتناع بأن "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها اختلف"

      وفي الختام: قد لا ترين معي كل مفاتيح السعادة، ولكني أملك الرغبة الصادقة في سعادتك الدائمة، وبمساعدتك فلن يقف في سبيل سعادتنا أي باب.