(قد يهون العمر الا ساعة و تهون الارض الا موضعا)
قيلت على لسان ( مجنون ليلى ) ,
ونحن قد نجدها تجرى بخواطرنا و على السنتنا دون ان نشعر اذا تذكرنا من نحبهم و ابتعدنا عنهم ( باخيارنا أو مضطرين ) .
لكن نصف المقولة يدفعنا للسؤال التالى :هل اهمية اللحظة ذاتية ؟
مثلا :بين الالفية الثالثة و بين الالفية الثانية ؟
هل للتاريخ اهمية معينة ؟, هل هناك فرق كبير بين آخر ايام الالفية الثانية و اول ايام الالفية الثالثة ؟
هناك تواريخ هامة :( 4سنوات تبدأ المدرسة) , ( 16 سنة تصدر لك بطاقة شخصية ) - ( 18 سنة تستطيع استخراج رخصة قيادة ) و هاكذا ,
لكن ماذا عن سن الاربعين؟ هل هناك حدث مميز , بالنسبة لى :هل هناك فرق بين 9 نوفمبر الساعة 11,55 و بين 10 نوفمبر الساعة-12
السؤال هو نفسه الجواب : الفرق فى المعنى , البحث للاشياء التى نفعلها عن معنى , الا لما اصبح لحياتنا معنى.
منذ سنتين تخطيت الاربعين , هل لهذه الحظة معنى مختلف ,
الانطباع قبل تخطى الاربعين انه سن النبوة , سن النضج ( بلغ اشده ) او سن المراهقة المتأخرة عند بعض الرجال؟ بعض العلماء بالدين يخوفون ممن تخطاه و هو ما زال مصر على ذنب أو كبيرة دون أن يفكر بالتوبة.
و لكن بعد ان تخطيته , بدأت اتسائل عن معنى لهذا ؟
( قد يهون العمر الا ساعة و تهون الارض الا موضعا )
لا شك أن الحدث هو الذى يصنع الفرق بين لحظة و اخرى,
اذا كنا كأمة نتعامل فى الالفية الثالثة بنفس الاسلوب الذى ا رجعنا إلى الوراء عصورا من التخلف الحضرى ؟
فيقينا لا فرق بين لحظة و اخرى الا فى انتظار المزيد من الكوارث,
و نفس الشئ ينطبق علينا كبشر , ان كان تفكيرنا و نضجنا , تحملنا للمسؤليات فى سن الاربعين لا يختلف عن سن السادسة عشر كثيرا, يصبح حديثنا , غير ذا معنى.
بمعنى مباشر , بدأت أنظر إلى شريط الاحداث للسنوات التى مرت , و أشاهد بعض اللقطات , احاول تقيم الانجازات
هل فعلا توجد انجازات , عاش و مات , كان مهندسا عاديا , مسلم عاديا , ومواطن عاديا .....
( سيبوية ) مات 34 سنة ؟
( سعد بن معاذ) توفى ( 36 سنة)
( عمر بن عبد العزيز ) ........العبرة ليست بالسنوات و لا وباللحظات العبرة بالاحداث- الانجازات و الافعال,
المشكلة أنه اما ان تحقق شيئا و اما انك فى الاغلب ستكون فرص التحقيق اقل بعد أن تتخطى تلك السن الحرجة ؟
الآن لديك كل المعرفة , كل الخبرة , كل التجارب ( من الفشل و من النجاح , لديك العلاقات , ولديك القدرة على الفعل
قد نعتبر حتى سن الساددسة أو السابعة عشر : طفولة و مراهقة
( اذا لم تزد شيئأ إلى الحياة :كنت أن زائدا علىالحياة)
كلمة ازعجتنى , جعلتنى افكر ,
إن الحديث يدفعنى مرة أخرى إلى التفكير بفرضية ( ستيفن كوفى ) مشهد جنازة المتوفى هو( انا ), ويقوم احد اصدقائى , احد ابنائى , زوجتى , زملاء العمل و جار , ....الخ كل واحد يتحدث عنى فى كلمات عنى ,
على أن اختار الكلمات التى اود أن اسمعها , على أن اعمل لها ؟
اذا كنا متفقين أن السفينة التى ليس لها و جه محددة , لن تصل إلى أى مكان , قد ينتهى بها الامر أنها تتكسر و بلا جدوى .
اذا على أن احدد رسالتى , على أن اضع الاهداف لحياتى.
ان لكل منا عدد مختلفى من الادوار ( ادوار فى الاسرة , فى العمل ......الخ) لا بد لكل منا ان يحدد رسالته فى الحياة , اهدافه التى يسعى لتحقيقها فى كل دور من الادوار على أن تكون رسالة الحياة نابعة من قيم الانسان .
ليس من المنطقى ان اسير بلا هدف بلا رسالة ثم اكتشف عند الاربعين اننى لم احقق او اضيف شيئا للحياه
شعور صعب لك لابد من التحديد و قد بدأ المنحى رحلتة الأخرى نحو الانحسار.
( آسف انها ليست فكرة انه فقط انين الافكار فتافيت الافكارو عليه يجب ان يكون للحديث بقية و بالطبع قبل ان تمر الاربعين التالية)
من شعر ابراهيم ناجى
أقول أمـــام النـاس : لســت حبيبتى و أعرف فى الاعماق كم كنت كاذبــا
و أزعـــم أن لا شـــئ يجــمع بيننـا لابعــد عن نفسـى و عنـك المتـاعبـا
و انفى اشاعات الهوى , هى حلوة و اجعــل تاريخــى الجميـــل خرائبــا
و اعلـن فى شـكــل غبـى براءتــى و أذبـح شـهـواتـــى و اصـبح راهبـــا
و أقتــل عطرى عــامـــدا متعمـــدا و اخـرج من جنــات عينيــك هاربـــا
أقــــوم بدورٍ مضحـك ٍ , يا حبيبتـى و ارجـــع من تمثيـــل دورى خائبـــا
فلا الليل يخفى , لـو أراد , نجومه و لا البحر يخفى , لو أراد , المراكبـا
و للحديث بقية