الخميس، 19 يناير 2012

الآن ...هل يمكنك نزول ماء النهر مرتين؟


الآن – هل يمكنك ولوج مياه النهر مرتين :


بما اننا نستعمل كل ما هو صينى فى حياتنا من اول الكميوتر للادوات و المسبحة و شجادة الصلاة و الجلباب و القميص  و حتى الخضار و الفاكهة , فلا مانع من استعمال عدد ( 2 ) حكمة صينى ,
 و يكونوا من مجمل ما نستورده

الاولى تقول ( الآن )!!!!
على بساطتها تعبر عن حقيقة ان الماضى لا تملكه و لا يمكنك تغيره ,
و المستقبل لا تملكه ايضا و قد لا يتحقق

اذن انت تملك اللحظة الحالية فقط ( الآن )

حزننا على ما فات و اهتمامنا بما قد يأتى يفسد علينا الاستمتاع و استغلال اللحظات الحالية ( الآن )

و هى الحقيقة الوحيدة
 اللهم انى اعوذ بك من اللهم ( بما هو آت ) و الحزن ( على ما فات
و كلاهما مدمر

تخيل انك تركب سيارة او ما شابه و تمر وسط الحقول و الغابات أو على شاطئ النهر او قرب البحر ,
 لكنك مهموم او حزين , هى تشعر بجمال ما حولك ,
هل تستمتع بطعامك و انت سارح فى خيالاتك ,
 هل تدرك حنان ابنتك الصغيرة و هى تلعب قربك , 
هل تحس بحب من حولك ,

قد لا تدرك ما انت فيه من صحة ,
 ما انت فيه من امن , ما انت فيه من نعم

اننا نغفل عن نعم كثيرة و قد لا ندركها الا عندما نفقدها ( و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها...) الاية

تضيع منا الحظات و الساعات و الايام و نحن غافلون
 ثم نكتشف ان ما فقدناه ليس الا عمرنا ,

( يا ابن آدم انما انت ايام , فاذا ذهب يومك , ذهب بعضك)

واذا شعرنا أن  الحاضر صعبا , هربنا إلى الماضى نجتر منه :
ما  ذكرياته الاليمة لنزداد الما ,

و اما السعيدة لنهرب مما نرفضه الآن و قد لا نستطيع ان نواجهه,
قد يحاول احدنا تكرار نفس التجربة ليعصل على نفس الشعور

 ( إنه يحاول نزول نفس مياه النهر )
لكنه لا يمكنه ذلك لانه ببساطة اذا اختار نفس المكان ,
 لكنه ليس نفس الماء  الماء انه يجرى انه  يتغير ,

وكذلك نحن ان حاولنا ان نجلس مع نفس الصدقاء فى نفس المكان لنحصل على نفس الشعور فان كل منا قد تغيرت احاسيسه و مشاعره و تجاربه ( ماء النهر غير ماء النهر الذى كان  و قد تغير , وكذلك نحن)

و هى نفس الفكرة التى اكد عليها ( سبنسر جونسون ) فى كتابه الصغير و الجميل ( الهدية ) انه اراد ان يقول ان الهدية هى اللحظة الحالية الآنية,

لدى مشاكل كبيرة فى عملى تنتظر منى ان احلها لكنى الان مع ابنتى فى حفل تكريمها بالمدرسة , على ان اترك المشكلات انها سوف تنتظرنى و على ان استمتع بالحفل مع ابنتى ( الآن )

هل  معنى هذا ان نلغى الماضى و المستقبل ؟

ترجع إلى الماضى لتأخذ منه الخبرات و التجارب ())(()((()((((
 الفشل يعلمنا اكثر من النجاح )

نأخذ من الماضى تجاربه ( نجاحاته و اخفاقاته ) لنجعل الحاضر افضل من الماضى

و النظر للمستقبل و امتلك الرؤية و الهدف يحمسنا للعمل والتخطيط للمستقبل
ننظر للمستقبل اذا اردنا ان نجعل المستقبل افضل من الحاضر

( خذ من صحتك .....لمرضك , من غناك ... لفقرك , ومن فراغك ...لشغلك )
خذ الآن......

اننى اصعد الجبل و لا اجلس على السفح و ارانى فى قمة الجبل 
و هذا ما يحركنى ,
لكنى استمتع بصعودى و محاولاتى انها حياتى و احاول الاستمتاع بها , لاننى اعلم :
إن السعادة طريق و ليست غاية

ليس هنك منطقة إن وصلت اليها اصبحت سعيد ( سيارة , او زوجة , او وظيفة ...)
لكنها طريقة للحياة , احيا بسعادة

اننى قررت ان اصبح سعيد الآآآآآآآآآآآآن.....

لنقرر ما نفعله الآن , فربما كانت ازهار حولنا لكننا و نحن نتذكر او نحلم اغمضنا اعيننا فلم نرها

ربما كان هناك تغريد عصافير لا نستطيع فى غفلتنا ان نسمعه

ربما كان هناك دفئ لم نستطع ان نشعر به....الآن