الخميس، 13 مارس 2008

النصف الحلو- ليس النصف بل كل السعادة

قال أيمن:
" لذا علينا ان نتمسك بانصافنا حين نعثر عليهم ."

فوجدتني أسأل نفسي: من هو النصف الآخر؟ كيف تعثر عليه؟ كيف تتأكد أنه هو هو أو أنها هي هي؟




ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر
وتسأل فيروز الشطآن

وتجوب بحارا وبحارا
وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا أشجارا


إن العثور على نصفك الآخر الوحيد والمكمل لك تماما ما هو إلا جزء من الأسطورة اليونانية, فلماذا البحث إذاً ولماذا نجهد أنفسنا سعياً وراء سراب لا يمكن الوصول اليه.


إذا كان الأمر كذلك فهل كل من وجد نصفه الآخر ووجد السعادة في الارتباط به، وهم كثير، مخدوع أم أن كل هؤلاء محظوظون جداً.

بحسابات الإحصاء والمنطق فإن النتيجة الوحيدة التي وصلت إليها أن هناك أكثر من "نصف " واحد لكل شخص، وإلا لاستحال أن تجده من بين المليارات التي تسكن المعمورة.

إن البحث عن "النصف الحلو" إنما جزء من البحث الكبير عن السعادة، والذي يشغل كل منا بمستويات مختلفة. وتعريفنا للنصف الآخر إنما هو مرتبط بتعريفنا وبما نطمح إليه من السعادة وبمقدار ما يحققه لنا "النصف الحلو" من السعادة التي ننشدها.

للسعادة أسباب كثيرة، فكل منا يرى السعادة في عبور حواجز معينة لا يمكن عبورها إلا عبر أبواب محددة، لذا فإننا نبحث دوما عن طرق لفتح أبواب السعادة أو بالأحرى عن مفاتيح لأبواب السعادة.

إن جوهر بحثنا عن النصف الحلو يكمن في أننا نبحث دوما عن شخص يحمل مفاتيح الأبواب لكل نواحي السعادة التي ننشدها. فكل منا يسعى نحو السعادة عبر باب أو أبواب مختلفة، وكل منا يحمل (أبى أو رضي) مفتاح أو مفاتيح السعادة لشخص آخر (نصف آخر)

ولأن الكمال لله وحده، ولأن النصف المكمل لك تماماً لا يمكن الوصول إليه (إحصائيا على الأقل) فإن العثور على شخص يحمل كل مفاتيح السعادة التي تنشدها إنما هو ضرب من الخيال.

إن الحل المنطقي لهذه المعضلة والذي يطبقه كل منا بلا استثناء له ناحيتين مهمتين:
(1) أننا نحدد ما هو أهم أبواب السعادة التي ننشدها ومن ثم تضييق نطاق البحث،
(2) و الناحية الأهم هو مدى تقبل واستعداد النصف الآخر للمساعدة في فتح أبواب السعادة معاً. ففي النهاية إنما هي رحلة يشترك فيها النصفان. وفي النهاية إنما هو التعاون الذي يوصلنا جميعاً لأهدافنا.

في رأيي مثلاً أن أهم باب للسعادة هوالذي يوصلك إلى السعادة الأبدية أو الدائمة، وليس هذه الدنيا الزائلة، وبالتالي فإن أهم أسس السعادة هو مدى استعداد الطرف الآخر للمشاركة في سبيل الوصول للسعادة في الدنيا والآخرة.

في رأيي مثلاً أن من أهم أبواب السعادة، أن يغمرك شعور لطيف بالتواصل مع النصف الحلو، بل وتتطلع دوما لهذا التواصل لأنك تستطيع أن تقول كل ما تريد وما تشعر به دون خوف أو تحفظ.

ومهما حاولنا أن نفسر أو نفلسف هذه الأمور تبقى حقيقة واحدة، أنه لا توجد ثوابت، فلا أستطيع أن أفسر مثلا لماذا أهتم بشخص ما وأجد سعادتي بقربه والارتباط به. التفسير الوحيد هو في الاقتناع بأن "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها اختلف"

وفي الختام: قد لا ترين معي كل مفاتيح السعادة، ولكني أملك الرغبة الصادقة في سعادتك الدائمة، وبمساعدتك فلن يقف في سبيل سعادتنا أي باب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يهمنى ( فضلا لا أمراً اترك تعليق)